حتى قد ذهب بعض العلماء إلى أن تلك الحركات والدعوات، كانت متأثرة بما كان شائعًا بين العلماء والمتعلمين في أوروبا من المعارف الإسلامية، ومن تعاليم القرآن الكريم وكتابات المفكرين والفلاسفة المسلمين. وقد أقاموا الدليل على ذلك بقدوم أعداد من هؤلاء المتعلمين إلى الأندلس للدراسة في المدارس وحلقات العلم هناك، ومنهم عدد من الرهبان الذين أصبح أحدهم بابا الكنيسة الكاثوليكية، وهو (سلفستر الثاني) في سنة ٩٩٩م، وكذلك استدلوا بكثرة الترجمات للقرآن الكريم ولكتب بعض هؤلاء العلماء والفلاسفة المسلمين من أمثال: الكندي وابن سينا والغزالي وابن رشد والحسن بن الهيثم وغيرهم كثير، وقيام اتصال وثيق بين المسلمين والأوروبيين في أثناء حروب الفرنجة (الحروب الصليبية) ، ومن خلال السفراء والأسرى بين الجانبين، وكان منهم علماء وفلاسفة تدور بينهم جميعًا محاورات دينية يعرض المسلمون من خلالها الإسلام (١) .
(١) انظر تفصيلات ذلك في البحث الذي قدمه الأستاذ الشيخ أمين الخولي في أيلول - سبتمبر ١٩٣٥م إلى مؤتمر تاريخ الأديان الدولي السادس في مدينة بروكسل (بلجيكا) ، وعنوانه (أثر الفكر الإسلامي في حركة الإصلاح المسيحي) أو (صلة الإسلام بإصلاح المسيحية) ، الجزء التاسع من الأعمال الكاملة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة ١٩٩٣م.