للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممن لبى هذه الدعوة المباركة عالمان كبيران من لبنان وسورية أحدهما: العلامة السيد محسن الأمين، وكان من جبل عامل، لكنه نزل دمشق، وله موسوعة كبيرة باسم (أعيان الشيعة) ، وله أقدام راسخة أمام المستعمرين حيث تخلى وأبى عن قبول قضاء دمشق نزولًا على قضاء المفتي من أهل السنة، وكان من رأيه كما حكى لي ابنه العلامة السيد حسن الأمين، في قبال أهل السنة أنه لا فرق بين الشيعة وبينهم سوى أنهم يتبعون الأئمة الأربعة ونحن نتبع أئمة أهل البيت. وأيضًا قال: (لو هجموا علينا في أمر المذاهب، ندافع عن أنفسنا، ولا نهاجم أحدًا أبدًا) ، وكانت هذه سيرته، وله أشواط إصلاحية في دمشق من تأسيس المدارس وجمعيات خيرية وغيرها رحمه الله تعالى. وله رسالة قيمة موجزة في تأليف الأمة سنقوم إن شاء الله بنشرها.

والثاني: الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي، وهو الذي فتح باب الحوار السليم في المذهب مع الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر السابق، وقد طبعت الحوارات باسم (المراجعات) ، ثم إنه لبى دعوة التقريب، وكانت تتبادل بينه وبين دار التقريب رسائل رحمه الله تعالى. وله كتاب باسم (الفصول المهمة في تأليف الأمة) عديم النظير في هذا الباب، وقد نشرناه في طبعة جديدة في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الذي أسسه القائد الإمام الخامنئي قبل سنين، ليكون قاعدة لهذه الفكرة المباركة، وهو الذي تلقى هذه الدعوة من الإمام الخميني الذي كان أساس دعوته الإصلاحية هي الوحدة الإسلامية، وليس عندنا مجال للحديث عنهما، ومدى اهتمامهما بأمر الوحدة الإسلامية، فإنهما كانا في العصر الحاضر في طليعة دعاة الوحدة.

أما بعد فنحن في نهاية المطاف في هذا البحث، وما بقي منه ولم نوفق لذكره أضعاف مضاعفة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين.

<<  <  ج: ص:  >  >>