كما أنه رضي الله عنه قام بعمل آخر في سبيل تقريب المذاهب وتهدئة الجو بين الفريقين قلما يعرفه أو يقدره العلماء، وهو أنه قال:(إن عقيدة الشيعة مبنية على ركنين، الأول: الاعتقاد بإمامة علي والأئمة بعده وأنه كان خليفة الرسول الأول، الثاني: أن الأئمة من آل البيت هم المرجع لحل المشاكل الدينية والأحكام بنص من الرسول في حديث الثقلين، حيث قال: ((إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي))
فكان يقول: إن قضية الخلافة لا تحتاج إليها الأمة الآن، والبحث فيها مثار الاختلاف، من دون أن يكون له ضرورة، وإنما هي في عهدة التاريخ فلا داعي للخوض فيها، وأما أن الأئمة كانوا مرجعًا للأحكام، فهي حاجة لا تختص بزمان دون زمان، فعلينا أن نكتفي في بحث الإمامة بهذه، ونسكت عن الأولى، ولا ضير في ذلك.
ومن هذا المنطلق قام أحد العلماء في قم، بتأليف رسالة باسم (حديث الثقلين) ، وقد طبعتها ونشرتها دار التقريب بالقاهرة، كما نشرت (المختصر النافع) ، كفقه موجز للإمامية وغيرها.
وممن لبى دعوة التقريب من النجف الأشرف الإمام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء رضي الله عنه، وله مقالات في مجلة رسالة الإسلام، دعم فيها دعوة التقريب، وأجاب عن الأسئلة والشكوك حولها، وله سابقة تربو على خمسين سنة في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية، كما أنه أعلن تحريم حركات شعبية كانت تجري بين العوام في بعض البلاد فقضى عليها، وكان له رحلة إلى القاهرة ودمشق، وله فيها محاضرات قيمة طبعت، وهو القائل لهذه الكلمة القيمة الذهبية: بُني الإسلام على كلمتين: كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، رحمه الله تعالى.