للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الثالث

حقوق الأخوة الإسلامية وآدابها (١)

المسلم يؤمن بما لأخيه المسلم من حقوق وآداب تجب له عليه، فيلتزم بها، ويؤديها لأخيه المسلم، وهو يعتقد أنها عبادة لله تعالى، وقربة يتقرب بها إليه سبحانه وتعالى، إذ هذه الحقوق والآداب أوجبها الله تعالى على المسلم، ليقوم بها نحو أخيه المسلم، ففعلها إذًا طاعة لله، وقربة له بدون شك. ومن هذه الحقوق والآداب ما يلي:

١ -أن يسلم عليه إذا لقيه قبل أن يكلمه، فيقول: السلام عليكم ورحمة الله، ويصافحه، ويرد المسلم عليه قائلًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وذلك لقوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: ٨٦] .

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد والقليل على الكثير)) (٢) ، وقوله: ((إن الملائكة تعجب من المسلم يمر على المسلم ولا يسلم عليه)) (٣) ، وقوله: ((وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)) (٤) ، وقوله: ((ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا)) (٥) ، وقوله: ((من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه حتى يبدأ بالسلام)) (٦) .

٢ -أن يُشمته إذا عطس، بأن يقول له إذا حمد الله تعالى: يرحمك الله، ويرد العاطس عليه قائلًا: يهديكم الله ويصلح بالكم، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا عطس أحدكم فليقل له أخوه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل له: يهديكم الله ويصلح بالكم))

(٧) ، وقال أبو هريرة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه، وخفض بها صوته) (٨) .


(١) منهاج المسلم، أبو بكر الجزائري، ص١٠٩ (بتصرف) .
(٢) متفق عليه.
(٣) قال الزين العراقي: لم أقف له على أصل.
(٤) متفق عليه.
(٥) رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي.
(٦) رواه الطبراني.
(٧) رواه البخاري.
(٨) متفق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>