لقد كانت هذه البحوث التي استمعنا إليها اليوم متميزة في إعدادها وفي موضوعها وفي الآراء والأقوال التي تضمنتها، فإذا كان لي من تعليق فهو يتعلق ببحث الأستاذ محمد واعظ زادة عندما تكلم عن المؤتمرات، انتظرت أن يذكر أجيالنا بالمؤتمر الأول للعالم الإسلامي الذي انعقد في المغرب بالرباط بدعوة من صاحب الجلالة الحسن الثاني سنة ١٩٦٩م وعنه انطلقت منظمة المؤتمر الإسلامي.
التذكرة الثانية عندما ذكر تدريب أبطال الأمة على القومية كنت أيضًا أنتظر أن يشير إلى شبابنا وإلى أجيالنا القادمة على أن نظرة القومية التي وحد بها كثير من الإصلاحيين الغربيين دولهم اقتبسوها من القومية الإسلامية، لأن المقومات التي اشترطوها لقيام أي قومية لا توجد مجتمعة إلا في الإسلام، وهي تتعلق بالعقيدة واللغة والرغبة في العيش المشترك. هذه هي المقومات التي بنى عليها الإصلاحيين - مثل بسمارك وغيره - القوميات الغربية، ولا شك أنهم أخذوها من نظريات الفقه وأصوله في الإسلام.
الملاحظة الثالثة: عندما ذكر أنه ينبغي أن ندرب أطفالنا على الإحساس والشعور بانتمائهم الإسلامي. كان يجب أن يقترح أو يشير إلى ضرورة إدراج هذه المسألة في مناهج التربية الإسلامية في دولة إسلامية، وعليه أقول: إنه لا فائدة من أن نبقى نصعد نظريات أصولنا وأمهات كتبنا وكبار فقهائنا؛ ولا نخرج باقتراحات تنير سبيل أولي الأمر حتى تدفعهم إلى القيام بما نرجوه.
وعليه أرجو أن نشير إلى أنه ينبغي على وزراء التربية في كل الدول الإسلامية أن تكون لديهم قواعد تشكل قاسمًا مشتركًا في تربية أولادنا تربية إسلامية وموحدة.
الملاحظة الرابعة: عندما تعرض إلى الآية الكريمة: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩] ، كنت أنتظر أيضًا أن يقترح تشكيل لجنة من مجمع الفقه الإسلامى برئاسة الأمين العام، وبمباركة من الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي للوقوف على النزاعات القائمة بين دول الأمة الإسلامية إن أمكن، فإن لم يمكن تحديد الجهة الباغية، ورفع الأمر لأولي الأمر؛ حتى يمكن تطبيق الشطر الثاني من الآية ضد الدولة التي أرادت أن تعرض أمر الأمة ووحدتها للخطر.