للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ عبيد العقروبي:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. لي ملاحظة على البحث الذي أعده الأستاذ محمد واعظ زادة، وقد ذكر في ثنايا بحثه التربية القومية الإسلامية، واستشهد بالآية ثم استشهد يقول: وقد جاء في دعاء الإمام السجاد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، حديث طويل: فيه بعض العبارات غير مفهومة (١) . أنا لا أعتقد أن علي بن الحسين يدعو على الأمم وذلك مثل ما قال: اللهم واعمم بذلك أعداءك في أقطار البلاد من الهند والروم والترك والخزر والحبش والنوبة والزنج ... إلخ.

هناك موضوع آخر وهو الوحدة الإسلامية الذي ذكره الشيخ الستري، فقد ذكر الوحدة الإسلامية ومقوماتها، وأشار إلى الحرية المذهبية، فجزاه الله خيرًا بحيث لو كان أكد على موضوع الحرية المذهبية. وشكرًا.

الشيخ عبد اللطيف الفرفور:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

بعد أن قرأت واستمعت إلى هذا العرض الطيب وجدتني أمام عواطف جيَّاشة في كثير من الأحيان تطغى على البحث العلمي ومنهجيته. والعواطف الجياشة شيء نبيل وكريم، ولكن أرى أن يكون مكانها غير هذا المجمع الموقر من المنابر والمحاضرات والخطب وما إلى ذلك، فنحن بحاجة إلى منهجية علمية دقيقة جدًّا، لأن الوقت قصير ويدركنا دائمًا، وما رأيته بعد الدراسة والتمحيص - ولا أدري إذا كنتم تشاركونني - أن القضية تتلخص في مسألتين اثنتين، هما:

المسألة الأولى: مناهج البحث العلمي أو ما كان يسمى قديمًا بـ (أدب البحث والمناظرة) ، وهو ما يسمى اليوم بأدب الحوار وأدب الخلاف والاختلاف، وما إلى ذلك من تسميات، وهذا كله يدخل عند الغرب ضمن مقولة تسمى مناهج البحث العلمي أو أصول البحث العلمي. ولا مانع من أن يتفق في هذا المجمع الموقر على لجنة تكيف هذه المناهج برسالة أو ببحث علمي - إذا رأيتم ذلك - حتى يكون ذلك عونًا للباحثين في مجمعنا وفي غيره. وهذه مسألة مهمة.

المسألة الثانية: وهي مسألة عقدية أو إيديولوجية كما يقال وهي بيت القصيد في قضية تضييق نقطة الاختلاف بين المذاهب وهي السنة بالذات. فلابد من أن يصار إلى لجنة لتبحث في قوانين أخذ الحديث ورده من جميع المذاهب الفقهية، فهي وإن طال عملها تهون على المسلمين وتسهل لهم وللباحثين وبصورة خاصة للمجمع، وتختصر لهم طريقًا طويلًا.

فالموضوع يدور حول هل هذا حديث أم ليس بحديث؟ هل هذه سنة أم ليست بسنة؟ ما هو المعيار في قبول هذه السنة أو ردها؟

هنا يختلف الأمر، فلا أحد يختلف في القرآن الكريم وإنما الخلاف حول السنة.

فإذا رأى المجمع الموقر والأمر متروك للأمانة العامة ولرئاسة المجمع مشكورة أن تكون لجنة أو ندوة أو جماعة أو هيئة للبحث في هذا الموضوع، حتى ننتهي من هذه الخلافات الطويلة العريضة التي لها أول وليس لها آخر، والمقصود جمع الشمل وتضييق رقع الخلاف والاختلاف حتى نجتمع كلنا على شيء واحد هو الإسلام بجميع قواعده ومناهجه وقضاياه.

والله تعالى أعلم، وشكرًا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله.


(١) انظر ص ٩٥ - ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>