بسم الله الرحمن الرحيم، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأبحاث كلها قيمة وجيدة ومفيدة وقد استفدت كثيرًا منها، لكنني أرى أن مكان دراسة هذا الأمر ليس المجمع الفقهي لدراسته، وإنما في مجال منظمة المؤتمر الإسلامي. الحقيقة الوحدة الإسلامية بمفهومها الحديث لا تعني التوحيد في المشاعر وتوحيد الأهداف؛ وإنما نجاح هذه بإيجاد الآليات الفعالة والخطوات العملية لتنفيذ مثل هذه الوحدة. وهذا الأمر يحتاج إلى دراسات تفصيلية ومتعمقة في نواحٍ كثيرة، والحقيقة أن الأخ عبد اللطيف الجناحي أغنانا عن كثير مما أردت أن أقوله، وهناك خطوات في توحيد الثقافة وتوحيد النواحي الاجتماعية والنواحي الاقتصادية، والنواحي الفكرية، والنواحي السياسية، وكل الأمور التي تستلزم وجود دراسات متعمقة لتحقيق أهداف الوحدة. ولا يكفي أن نتغني بالمشاعر والوحدة التي تربطنا بمفاهيم ومعان إن لم يكن لها حقيقة في الوجود ومتحققة على أرض الواقع.
القدس قضية من القضايا التي توحدنا جميعًا، فهي جزء من بلاد المسلمين، وولايتها لهم جميعًا هي من الأمور التي ترمز إلى وحدتنا، هي ثالث الحرمين وأولى القبلتين والدفاع عنها أمر واجب، والقدس أخذتها كمثال لتوحيد المشاعر. فالحقيقة أن وحدة هذه الأمة الإسلامية تأتي من عوامل مكانية: القبلتين، مكة، المدينة، القدس أحد العوامل المكانية التي توحد مشاعرنا وتربطنا جميعًا في وحدة واحدة. والقدس الآن هي محط أنظار المسلمين جميعًا وولايتها لهم أمر واجب شرعي. أرجو أن يكون لنا في هذا المجمع على الأقل توصية بذلك بالحفاظ والدفاع عن هذه المقدسات لأنها إحدى العوامل التي توحد كيان الأمة وتربطها بعضها مع بعض.
وأسأل الله السداد والتوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله.