لذلك وجدت من واجبي أن أخصص حيزًا كبيرًا من وقتي للرد على هؤلاء، وتفنيد شبهاتهم، وتبيان تدليسهم في النقل، بل استخدامهم مناهج لا تستقيم منطقيًّا مع أساليب البحث العلمي.
وقد كتبت عدة كتب في هذا المجال، ضمن سلسلة أسميتها:(كتاب بكتاب ورأي برأي) ، حاورت بعضهم من خلالها، وسأكمل هذه المسيرة بإذن الله وعونه وتوفيقه.
واليوم وأنا أقدم هذه الدراسة للمجمع الفقهي أستنهض همم شيوخي من الفقهاء وعلماء المسلمين، فقد اتسع الخرق على الراقع، وإن هذا أخطر غزو فكري يتعرض له الإسلام اليوم، مما يستدعي تضافر الجهود لمواجهة هذا الخطر، والتصدي له بدرء هذه الشبهات، ودحر الإلحاد والغلو العلماني، حتى لا نندم ساعة لا ينفع الندم.
وقد أشرت في نهاية هذه الدراسة بما أراه الحل الناجع لهذا الداء المستشري، وإلى الموقف الإيجابي الذي لابد من وقوفه في وجه هذه الهجمة وبأسلوب حضاري، معتمدًا على الحوار والإقناع. فنحن على حق وهم على باطل، فإن انتصر الباطل في جولة فالحق لابد أن ينتصر في بقية الجولات، ولقد وعدنا الله بالنصر إن نصرنا دينه وشريعته فقال تعالى:{إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد: ٧] ، وقال جل شأنه:{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج: ٤٠] .