بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد؛
فإنني أؤكد ما قاله فضيلة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد، رئيس مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وفضيلة الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، نيابة عن الجميع في شكر دولة البحرين أميرًا وحكومة وشعبًا، على ما قاموا به من حُسن الاستقبال وكرم الضيافة، وجزا الله دولة البحرين خيرًا، وأسبغ الله عليها نعمه ظاهرة وباطنة.
ثم إنني أشكر المحاضرين فقد أفادوا وأجادوا، فجزاهم الله خيرًا، إنني أقول: إن موضوعنا مساء أمس - وهو الوحدة الإسلامية - لا يتحقق في نظري إلا بالابتعاد عن موضوع هذا اليوم وهو العلمانية.
فإذا كانت العلمانية من أهدافها عزل الدين عن الحياة الإنسانية حيث لا يكون للدين مجال في الثقافة والتربية، فإن علينا ونحن نسعى لوحدة الأمة الإسلامية أن نربي أولادنا تربية إسلامية.. وقد تمكن ذلك من قلوبهم ... وذلك بما يعملون به ... وبذلك تبنى ثقافتنا على أسس إسلامية كريمة.
وكذلك أيضًا التشريع. إن الدعامة الأولى في الوحدة أن تكون الأمة الإسلامية ملتزمة في جميع شؤونها بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع مناحي الحياة؛ كالأحوال الشخصية والبيوع والقصاص والحدود وما إلى ذلك. إذا فعلنا هذا تتحقق الوحدة بيننا - إن شاء الله - ونكون قد امتثلنا لقول الله تعالى:{إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ}[الأنعام: ٥٧] ، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة: ٤٤] ، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[المائدة: ٤٥] ، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[المائدة: ٤٧] .
لذا يجب علينا أن نحاسب أنفسنا - وحاسب نفسك قبل أن تحاسب غيرك - بتطبيق الشريعة الإسلامية وهي شريعة الله عز وجل وتطبيق القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة، فمن فعل هذا أفاد وأجاد.