للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلمة

المفتي العام للمملكة العربية السعودية

سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على أشرف الأنبياء وأشرف المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد:

صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض.

أصحاب الفضيلة العلماء.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في بداية حديثي هذا أشكر الله قبل كل شيء على هذا الاجتماع المبارك، ثم أشكر لقيادة هذا البلد ما أولته وتوليه من عناية تامة لقضايا الأمة الإسلامية عموماً، وما أولته من عناية للأمانة العامة للمؤتمر الإسلامي وعقد هذه الدورات المتتابعة وهذه الدورة الثانية عشرة لمؤتمر الفقه الإسلامي، إن هذه العناية تمثلت فيما تبذله الدولة حيال هذا المؤتمر ليسير حثيثاً حتى يبلغ غايته بتوفيق من الله.

وإن حضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز في هذه الليلة المباركة لدليل على ما توليه الدولة وفقها الله من عناية بهذا، لا مجرد تكريم لهؤلاء، ولكنها دلالة على حرصها على الدعوة إلى الله، وحل مشاكل الأمة، والقيام بذلك مضى على ذلك سلفهم، ونرجو الله أن يجعل خلفهم على هذا المنوال الكريم بفضله وكرمه.

أيها الإخوة الكرام؛

إن الله – جل وعلا- أكمل شريعة الإسلام فجعلها شريعة كاملة شاملة محتوية على كل خير يعود على الأمة في دينها ودنياها، تحل مشاكل الحياة على اختلافها أفراداً وجماعة في منهج كامل لا يلحقه نقص ولا خلل، بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم وأمره بتبليغ هذا الدين {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: ٦٧] ، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين. أنزل الله عليه في آخر حياته {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: ٣] . فالحلال ما أحل والحرام ما حرم والدين ما شرع صلوات الله وسلامه عليه أبداً دائماً إلى يوم الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>