إن العلم شرف لأهله وسبب لرفعتهم وعزتهم، يقول الله جل وعلا:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة: ١١] ، {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[الزمر: ٩] ، وهم أهل خشية الله ومخافته {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر: ٢٨] ، ((العلماء ورثة الأنبياء والأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما، ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر)) ، وعلماء الأمة ورثة الأنبياء، علماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم قاموا في هذه الأمة مقام الأنبياء في الأمم قبلهم {فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً}[الحجرات: ٨] ، والله ذو الفضل العظيم.
إن اجتماع العلماء والتقاءهم لهو خير عظيم يتدارسون مشاكل الأمة ويحاولون حلها بما يتفق مع شريعة الإسلام التي جاءت بكل خير {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}[النحل: ٨٩] .
أيها العلماء الأفاضل؛
إن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول:((مثل ما بعثني الله به من النور والهدى كمثل غيث أصاب أرضاً منها أجادب، أمسكت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها طائفة أمسكت الماء فسقى الناس وزرعوا وأصاب طائفة إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذاك مثل ما بعثني الله به من الهدى، فذاك مثل من فقه في دين الله ونفعه الله بما جئت به، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي بعثت به)) .