للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥- روى الصحابي عبد الرحمن بن عوف (١) رضي الله عنه من حديث مطول بأن معاذ بن عمرو بن الجموح (٢) ومعاذ بن عفراء (٣) تداعيا قتل أبي جهل يوم بدر. فقال لهما رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((هل مسحتما سيفكما؟ قالا: لا، فنظر في السيفين فقال: كلاكما قتله)) وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح. (٤)

فإن نظرة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى السيفين إنما ليرجح من القاتل، بما يراه من أثر الطعان وصبغ الدم فأعطى السلب لابن عمرو لوجود علامات تشير إلى أن سيفه أنفذ مقاتل أبي جهل فكان هو المؤثر في قتله.

وعليه فيكون قوله عليه الصلاة والسلام: ((كلاكما قتله)) تطييبا لنفس معاذ ابن عفراء لأن له بعض المشاركة في قتل أبي جهل. (٥)


(١) هو الصحابي عبد الرحمن بن عوف، ويكنى أبا محمد الزهري القرشي، وهو أحد المبشرين بالجنة وكان من أوائل الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، هاجر إلى الحبشة مرتين، وشهد المشاهد كلها وثبت في معركة أحد، وصلى النبي صلي الله عليه وسلم خلفه في غزوة تبوك، اهتم برواية الحديث الشريف وروى عنه ابن عباس، ولد بعد عام الفيل بعشر سنين (٥٨٠م) وتوفي سنة (٣٢هـ- ٦٥٢م) ودفن بالبقيع وله من العمر اثنتان وسبعون سنة (الإصابة: ٢/٤٠٥، والاستيعاب: ٢/٢٨٥) .
(٢) هو الصحابي معاذ بن عمرو بن الجموح الأنصاري الخزرجي وشهد العقبة الكبرى (العقبة الثانية) وبدرا هو وأبوه عمرو. وقد قتل في معركة بدر أبا جهل بالمشاركة مع معاذ بن الحارث المشهور بـ (معاذ بن عفراء) . روى عنه عبد الله بن عباس. وتوفي في خلافة عثمان. (الاستيعاب: ٣/٢٤١؛ والإصابة: ٣/٤٠٩) .
(٣) هو الصحابي معاذ بن الحارث بن رفاعة الأنصاري، وعفراء أمه وهي بنت عبيد بن ثعلبة. شارك هو ومعاذ بن عمرو في قتل أبي جهل في معركة بدر., روى عنه ابن عباس وابن عمر، أما بالنسبة لوفاته فرواية تقول إنه توفي بالمدينة بعد بدر إثر جراح أصابته، وقيل توفي في خلافة عثمان. (الاستيعاب: ٣/٣٤٢؛ والإصابة: ٣/٤٠٨) .
(٤) صحيح البخاري: ٢/١٩٧، باب من لم يخمس؛ وصحيح مسلم: ٥/١٤٨- ١٤٩؛ ومشكاة المصابيح: ٢/٤٠٧رقم (٤٠٢٨) .
(٥) فتح الباري: ٦/١٥٤؛ وعمدة القاري: (١٥/٦٥- ٦٧) ؛ وتبصرة الحكام: (١/٢٠٣) ؛ وسبل السلام: (٤/٧١) ؛ ووسائل الإثبات، ص٣٨٠، ٣٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>