للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمر الثاني

في

أقسام القرينة

أقسام القرينة:

تنقسم القرينة إلى عدة أقسام باعتبارات شتي.. كل قسم منها يقوم على اعتبار خاص. وسنقوم بإيراد هذه الأقسام موجزة حسب طبيعة البحث، ثم نقوم بعد ذلك بتوضيح ما أجملناه.

فهي تنقسم إجمالا بالاعتبارات الآتية:

أ - تقسيمها باعتبار مصدرها

ب- تقسيمها باعتبار علاقتها بمدلولاتها.

ج- تقسيمها باعتبار قوة أدلتها وضعفها.

أ- أقسام القرينة باعتبار المصدر:

تنقسم القرينة بهذا الاعتبار إلى ثلاثة أنواع:

١- قرائن منصوص عليها في الكتاب والسنة.. وقد وردت قرائن متعددة فيها. وسنذكر بعض الأمثلة:

أولا- ما ورد في القرآن الكريم:

- قال تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٦) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [يوسف:٢٦-٢٧] .

فقد ادعت امرأة العزيز أن يوسف عليه السلام راودها عن نفسها، وأنه حاول جذبها إليه وهي حاولت الفرار من أمامه، وحاول الإمساك بها، فقطعت قميصه، نتيجة دفعها وعدم الوصول إلى ما يبتغيه ويريده منها. وحيث لا بينة لأحدهما على صدق دعواه حيث كذبها يوسف في ادعائها، فجعل شق القميص وتمزيقه قرينة على صدق أحدهما بحيث لو كان من الأمام تكون هي صادقة في ادعائها. لأنه يكون قد طلبها فامتنعت منه وحاولت إبعاده عنها والدفاع عن نفسها وشرفها وعفتها.. وإن كان من الخلف تكون كاذبة في ادعائها، لأنه حاول الهرب والفرار فأمسكته من الخلف فحاول التخلص منها فقطعت قميصه.. ولما تبين أن القد من الخلف صدر الحكم بأن يوسف صادق فيما ادعاه وهي كاذبة في ادعائها (١)


(١) أحكام القرآن للإمام الجصاص: (٢/١٧١)

<<  <  ج: ص:  >  >>