للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢- تعريف الشيخ:

أ- جاء في لسان العرب: " الشيخ الذي استبانت فيه السن وظهر عليه الشيب، وقيل: هو شيخ من خمسين إلى آخره، وقيل: هو من إحدى وخمسين إلى آخر عمره، وقيل: هو من الخمسين إلى الثمانين، والجمع أشياخ وشيخان وشيوخ. . . والأنثى شيخة. . وقد شاخ يشيخ. . فهو شيخ. . " (١) .

ب- وجاء في شرح القاموس للزبيدي (٢) : " (الشيخ والشيخون) هو مبالغة في الشيخ (٣) (مَن استبانت فيه السن) وظهر عليه الشيب (أو) هو شيخ (من خمسين) إلى آخره (أو) هو من (إحدى وخمسين إلى آخر عمره) وقد ذكرهما شراح الفصيح (أو) هو من الخمسين (إلى الثمانين) حكاه ابن سيده في المخصص والقزاز في الجامع وغير واحد (ج شيوخ) . . . (وهي شيخة) . .. ".

إذًا فالعرب استعملت كلمتي الشيخ والمسن للدلالة على من كبرت سنه وعُمِّرَ في الحياة الدنيا، وعلى الرجل الكبير والمعمر الطاعن في السن وصاحب الشيبة (٤) ، وقديمًا قالت العرب:

فزعمتني شيخًا ولست بشيخ إنما الشيخ من يدب دبيبًا

(٥)

وقد تترتب مراحل العمر للإنسان عند الكبر إلى: كهل ثم شيخ ثم عجوز ثم هرم ثم كُنْتِيٍّ ثم الْهِمِّ وهو من في أرذل العمر، قال الله تعالى: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} [الحج: ٥] .

والذي يظهر أن الهرم والكنتي والهرم في مرحلة واحدة وهي أرذل العمر وآخره والله تعالى أعلم.

هذا ومراحل الإنسان هي: المراهق وهو الطفل الذي قارب البلوغ، جاء في القاموس: "راهق الغلام: قارب الحلم " ويراد بالطفل: من لم يميز، والصبي والغلام واليافع: من لم يبلغ وكذا اليتيم، والشاب والفتى: من البلوغ إلى الثلاثين، والكهل: من الثلاثين إلى الخمسين، والشيخ: من الخمسين إلى السبعين، ثم الهرم إلى آخر العمر (٦) .


(١) راجع مادة (شيخ) معجم لسان العرب لابن منظور.
(٢) راجع مادة (شيخ) معجم القاموس المحيط شرح الزبيدي.
(٣) وقال: هو غريب غير معروف في الأمهات المشهورة.
(٤) انظر ما كتبته الباحثة جهير عبد العزيز البِرغِش ببحثها حيث قالت: " المسن في اللغة: استعمل العرب كلمة المسن للدلالة على الرجل الكبير فتقول: " أسن الرجل: كبر، وكبرت سنه، ويسن إسنانًا فهو مسن ". كما تستخدم العرب ألفاظًا مرادفة للمسن فتقول: شيخ، وهو من استبانت فيه السن وظهر عليه الشيب، وبعضهم يطلقها على من جاوز الخمسين وقد تقول: هرم وهو أقصى الكبر وتقول كذلك: كهل، وجميع هذه الألفاظ تدل على كبر السن، إلا أنه يمكن ترتيب مراحل العمر بعد مرحلة المراهقة كالتالي: شباب ثم كهل ثم شيخ ثم هرم، فكل من يجاوز مرحلة الشباب - وهي إلى الأربعين - فهو مسن في اللغة، ونلحظ أن آخر هذه المراحل هي مرحلة الهرم، والهرم كما ذكر ابن حجر رحمه الله هو الزيادة في كبر السن، وهو أرذل العمر كما ذكر ابن الجوزي رحمه الله، وهذا الذي تعوّذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم؟! ". إلى هنا انتهى ما قالته الباحثة في بحثها حول تعريف المسن في اللغة. بحث " نحو رعاية أفضل للمسنين " المقدم لمركز الأمير سلمان الاجتماعي.
(٥) من شعر أبي أمية أوس الحنفي، ذكره ابن هشام في شرح القطر وفي شذور الذهب وفي الأوضح، وذكره الأشموني في شرحه على الألفية قال محققه المرحوم الشيخ محيي الدين عبد الحميد: الشيخ: هو من ظهرت عليه السنُّ واستبان فيه الشيب ويقال للإنسان: شيخ، إذا بلغ الخمسين إلى الثمانين. اهـ.
(٦) انظر كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للدكتور الزحيلي: ٨ / ٧٩ – ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>