كثيرًا ما يرتبط هذا اللفظ لدى بعض الباحثين في علم الاجتماع بسن معين، وهو سن الستين، فيقال: المسن هو من تجاوز عمره الستين، ومن المعلوم أن هذه المرحلة نسبية وتتفاوت من فرد لآخر، فبعض من دخل في هذه المرحلة دخل في الشيخوخة والبعض الآخر لمّا يدخل فيها، فإننا قد نجد من هو دون العمر وقد ضعف واشتعل رأسه شيبًا، كذلك تستطيع القول: إن العمر التاريخي للإنسان يعد معيارًا غير دقيق لتحديد مرحلة وصفه بالمسن.
ومن هنا نجد بعضهم يتخذ أكثر من مقياس لتحديد هذه المرحلة، فيتخذ العمر الزمني مقياسًا يتعامل به مع عدد السنين، والعمر البيولوجي وهو مقياس يتناول الجوانب العضوية للإنسان، والعمر الاجتماعي ويتناول فيه الأدوار الاجتماعية التي يمارسها الفرد وعلاقته بالآخرين، واختبار العمر النفسي ويحدد بالخصائص النفسية والتغييرات في سلوك الفرد وحاجته ودوافعه، وعلى ذلك (يُمْتِد إِنْمَام) يعرف المسن بأنه: "من دخل دور الكبر"، ثم يحدد الكبر بأنه "حقيقة بيولوجية التطور الختامي في دورة حياة البشر" كما تجد من يعرف المرحلة التي يصل إليها المسن تعريفًا وظيفيًا، حيث يرى إسماعيل أنها:" حالة يصبح فيها الانحدار في القدرات الوظيفية البدنية والفعلية واضحًا يمكن قياسه، وله آثار على العمليات التوافقية".
وإن كان اختلاف، فمن المؤكد أنه ليس هناك حد فاصل واحد نستطيع القول عنده: إن الإنسان أصبح مسنًا، خاصة إذا تعاملنا وفق المقاييس السابقة مجتمعة، وهي: العمر الزمني، والعمر البيولوجي، والعمر الاجتماعي، والعمر النفسي، ولكننا نستطيع القول بأن المسن هو:"كل فرد أصبح عاجزًا عن رعاية وخدمة نفسه؛ إثر تقدمه في العمر وليس بسبب إعاقة أو شبهها"، وبهذا نخرج من إشكالية تحديد السن الزمني الذي يتفاوت الناس فيه.