تكشف الدراسات التي تناولت هذا النوع من الرعاية بأنه أكثر شيوعا وانتشارا في الولايات الأمريكية، حيث تتجه سياسة الحكومة في هذا المجال نحو ربط الخدمات طويلة المدى بنظام الرعاية الطبية (Medical Care System) الذي يرتبط أصلا بقانون الضمان الاجتماعي الأمريكي، ونتيجة لذلك فإن كل برامج الرعاية طويلة المدى تتأثر بالطابع الطبي حيث تقدم في المستشفيات وفي دور النقاهة، ويركز هنا على الخدمات التي قدمها الطبيب وتنظيمها الإدارة الطبية، وكذلك فإن هذه الخدمات ترتكز على النوع المغلق من الرعاية (Closed Care) ، وهو الرعاية المؤسسية التي تعتبر أكثر تكلفة وذات آثار جانبية طبية غير مرغوبة مقارنة بالرعاية المفتوحة التي عرضنا لها من قبل، وبالرغم من أن نظام الرعاية المؤسسية طويلة المدى لها بعض العيوب، إلا أن هناك اتجاها متزايدا نحو الاعتماد عليها لمواجهة التزايد في أعداد المسنين الذي يتعرضون للإصابة بالأمراض المزمنة المستعصية، وحالات العجز وغيرها من الحالات التي تحتاج إلى رعاية طيبة مؤسسية داخلية أو في مستشفيات متخصصة، وتبدو أهميتها عندما نضع في الاعتبار أن المسنين أو بعضا منهم قد لا يستطيع الحصول على مثل تلك الخدمات لأسباب اجتماعية أو اقتصادية، مما يستوجب ضرورة إتاحة هذا النوع من الرعاية.