للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب – النص الذي يذكر مرحلة الكبر ويشدد على الإنسان التسليم لأوامرهما وعدم الرد عليهما مطلقًا، وهو قوله تعالى:

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: ٢٣ – ٢٤] .

وهذه النصوص تظهر بما لا يحتاج إلى توضيح مدى اهتمام الإسلام بموضوع الوالدين وخصوصًا عند بلوغهما مرحلة الكبر والشيخوخة.

ويبدو هذا التأكيد من خلال:

أ- مجيء التوصية بذلك في المواثيق الإلهية المقدسة عبر التاريخ.

ب- اقتران الإحسان إلى الوالدين بأهم موضوع في خلد المسلم وهو عدم الشرك بالله تعالى.

ج – النهي عن التأفف وهو أول مرحلة التضجر، والأمر بالقول الكريم وخفض جناح الذل (وهو أروع تشبيه) وطلب الرحمة من الله تعالى.

والملاحظ أن الوالدين عندما يبلغان مرحلة الكبر وتزداد أعباؤهما على الفرد تتوفر أرضية التضجر والتبرم أحيانًا، وهنا يأتي القرآن الكريم للإنذار والنهي ليؤكد عنصر الاحترام المتواصل والرحمة والذل أمام الوالدين المسنين، فهي إذن طاقة دفع جديدة لضمان الاحترام المستمر.

هذا والملاحظ أن المجتمع الإسلامي لم يعرف مسألة قيام العوائل بتسليم شيوخها ومسنيها إلى دور الْعَجَزَة إلا في مراحل متأخرة جدًّا، وذلك نظرًا لانتشار ثقافة احترام الوالدين ورعايتهم انتشارًا واسعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>