للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥- وذكر الإمام الرضا عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خطب استقبالًا لشهر رمضان المبارك والأعمال المستحبة فيه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ووقروا كباركم وارحموا صغاركم)) (١) .

والروايات في هذا المورد كثيرة جدًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام وأهل البيت عليهم السلام.

ثانيًا: ضمان ما يحتاجه: وهو من القواعد المسلمة لدى المسلمين (٢) .

ثالثًا: المنع من مسهم بأذى في حالة النزاعات المسلحة، ولقد كانت عادة الرسول صلى الله عليه وسلم والقادة المسلمين أنهم إذا بعثوا سرية أو كتيبة حربية خصوها بالتعليمات اللازمة فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث سريعة دعا أميرها فأجلسه إلى جنبه وأجلس أصحابه بين يديه ثم قال: ((لا تغلوا ولا تمثلوا به ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا صيبًّا ولا امرأة)) (٣) .

رابعًا: الأحكام التخفيفية:

والفقهاء المسلمون مجمعون على أنواع التخفيف عن الشيخ بالنسبة للأحكام التكليفية فإنه إذا عجز أو كان الأمر شاقًا عليه خففت عنه بعض الأحكام.

فإذا كان شيخًا كبيرًا سقطت عنه صلاة الجمعة (٤) .

وسقط عنه الصوم (٥) ، وجاز له التعجيل بطواف الحج (٦) ، وغير ذلك.

الانحراف، في هذه المرحلة:

هذا وقد استقبحت النصوص الانحراف من الشيخ الكبير غاية الاستقباح فنلاحظ مثلًا:

١- ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: ((لَشاب مرهق في الذنوب سخي أحب إلى الله من شيخ عابد بخيل)) (٧) .

٢- ونقل عن الحسين بن علي قوله حين سئل: فما أقبح شيء؟ قال:

(الفسق في الشيخ قبيح) (٨) .

٣- روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام، ما يجدها عاق ولا قاطع رحم، ولا شيخ زان.. .)) (٩)

وفي الختام نقترح المشروع التالي لحقوق المسنين


(١) المصدر السابق: ٧ / ٢٢٧.
(٢) يقول الإمام الشهيد الصدر: "إن الفئة التي لا يمكنها أن تعمل لضعف بدني أو عاهة عقلية يرتكز دخلها وكيانها الاقتصادي في الإسلام على الحاجة وحدها؛ لأن هذه الفئة عاجزة عن العلم، فهي تحصل على نصيب من التوزيع يضمن حياتها كاملة على أساس من حاجتها، وفقًا لمبادئ الكفالة العامة والتضامن الاجتماعي في المجتمع الإسلامي، (اقتصادنا طبعة مشهد، ص ٣٣٧) .
(٣) انظر تهذيب الأحكام للطوسي: ٦ / ١٣٩؛ وكنز العمال: ٤ / ٢٣٣؛ ونيل الأوطار للشكاني: ٨/ ٧٢، ٧٤.
(٤) الوسائل: ٥ / ٣.
(٥) المصدر السابق: ٧ / ١٥١.
(٦) المصدر السابق: ٨ / ٢٥٣.
(٧) جامع الأخبار، ص ١٣١.
(٨) بحار الأنوار: ٣٦ / ٣٨٤.
(٩) معاني الأحبار، ص ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>