للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القوانين الوضعية لمعالجة المشكلة:

ونتيجة الاعتداءات على الأطفال في الولايات المتحدة اتخذت الدوائر الحكومية إجراءات للحد منها، وأعطت المحاكم والدوائر المختصة حق نزع الطفل من والديه وإعطائه لمن يرغبون في التبني وهم كثر. وقد أدى هذا الإجراء إلى مشاكل من نوع آخر، حيث يؤخذ الطفل من والديه الطبيعيين ويعطى لأبوين جديدين، حسب تعبير السلطات هناك. وتكتشف السلطات بعد سنوات مشاكل جديدة بما فيها مشاكل الاعتداء الجنسي من الأب الجديد للطفل المتبنى.

ومما يضحك الثكلى ما نشرته وسائل الإعلام الأمريكية أن مهاجرا مسلما من ألبانية قام بأخذ ابنه البالغ من العمر خمس سنوات إلى مباراة لكرة القدم، فلما انتصر الفريق الذي يحبه الأب عانق الأب ابنه وقبله فرحا، ولاحظت أسرة أمريكية بحواره هذا الفعل الذي اعتبرته عملا جنسيا شائنا، واتصلت بالبوليس الذي قام بحبس الأب. وبما أن الأب مسلم فسرعان ما حكمت المحكمة بنزع الطفل من والده وأمه، وإعطائه لأسرة أمريكية ترغب في تبنى طفل أبيض اللون أشقر الشعر، وهو ما كان يتمتع به الطفل الألبانى، وبذل الأب جهودا مضنية، ودفع كل ما معه من أموال للمحامين واستدان فوق ذلك، وأخيرا حكمت المحكمة بأن الوالد بريء من تهمة الاعتداء الجنسي على طفله، وأن هذا السلوك أمر طبيعي في ألبانية وعند المسلمين. ولكن رغم ذلك فإن المحكمة لا تستطيع نزع الطفل من الأسرة الأمريكية التي تبنته لأن إجراءات التبني كانت سليمة!!

وينص القانون هناك على أن لا يتعرض الأبوان الطبيعيان لطفلهما بعد التبني، ولا يسمح لهما برؤيته، وإن حاولا ذلك حكم عليهما بالسجن والغرامة!! وهكذا خسر الأب الألبانى المسلم طفله، كما خسر كل أمواله التي جمعها من عمله الدؤوب في الولايات المتحدة لأكثر من عشر سنوات!! ولاشك أن كون الأب مسلما كان من العوامل الهامة التي دفعت بالمحكمة إلى فصل الأب عن ولده، وإعطائه لأسرة مسيحية أمريكية بيضاء لكى تُنَصِّرَهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>