لقد أظهرت الدراسات أنه مع تقدم السن، فإن المنطقة المسؤولة عن الحركة في الدماغ والمسماة بقشر الدماغ الحركي، تفقد نسبة كبيرة من خلاياها العصبية التي ترسل فروعها من خلال الحبل الشوكي إلى الأعصاب الطرفية والعضلات. وفقد هذه الخلايا يؤدي إلى فقد التناغم الحركي وسرعة رد الفعل، فلا تستجيب العضلات للأمر الذي يريده المسن بنفس السرعة والكفاءة التي تستجيب بها للشباب.
وعندما يولد الإنسان يحتوي دماغه على عدد معين من الخلايا يصل إلى مائة بليون خلية عصبية. ومع تقدم العمر يتلف عدد معين من الخلايا. يعتقد أن دماغ الإنسان ينقص بنسبة (١٠ %) على مدى حياته. والمعروف أن الخلايا العصبية هي النوع الوحيد من خلايا الجسم الذي لا يتجدد إذا ما تلف (١) . ويختلف عدد الخلايا التي تفقد أو تتلف من شخص لآخر حيث يفقد الإنسان – على أقصى تقدير – خمسين ألف خلية عصبية كل يوم، وبمعنى آخر فإن رجلًا في السبعين من العمر ربما يكون قد فقد بليون وربع البليون من الخلايات من دماغه على وجه التقريب. وربما يكون فقد هذه الخلايا في بعض مناطق الدماغ أوضح من فقدها في مناطق أخرى.
والأهم من فقد الخلايا العصبية وموتها مع كبر السن هو انخفاض درجة التلاحم والتشابك والاتصال بين النهايات العصبية لخلايا الدماغ والأعصاب، مما يؤخر من سرعة رد فعل المسن واستجابته لمن يتحدث معه.
ومن حكمة الله سبحانه وتعالى ورحمته بعباده، فإن الخلايا والنهايات العصبية المتبقية بعد موت الخلايا العصبية الأخرى في الدماغ، تحاول جاهدة أن تزيد من تفرعها وتشابكها مع الخلايا السليمة الأخرى.
وفي الشيخوخة قد تنخفض كفاءة بعض المناطق الخاصة بالذاكرة القريبة في الدماغ، حيث تفقد هذه المناطق حوالي (٤٠ %) من خلاياها العصبية مع تقدم العمر بعد الستين.