للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رعاية الإسلام للمسنين:

الإسلام دين إنساني يحترم الإنسان ويصون كرامته كبيرًا وصغيرًا. وإذا كان الإسلام قد حرص على صون كرامة الإنسان في كل مراحل عمره، فقد عني عناية خاصة بتوقير الكبار واحترامهم والعطف عليهم والإحسان إليهم وخاصة الوالدين، مصداقًا لقوله تعالى:

{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: ٣٦] .

ودعا الإسلام أبناءه إلى صلة الأرحام وتوثيق الروابط الأسرية والإحسان إلى الأهل مصداقًا لقوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: ١] .

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} [الرعد: ٢١] .

ويوصي الإسلام الإنسان بوالديه ومن في حكمهم من كبار السن بالإحسان: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت: ٨] .

ويعمل الإسلام على توقير الكبار في السن واحترامهم، وللكبير حق الكلام قبل الصغير. وإجلال الشيخ الكبير واجب لقوله صلى الله عليه وسلم:

((إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)) (١) .

وللنظر في قول الرسول البليغ في الدعوة للرحمة الصغيرة وتقدير شرف الكبير: ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا)) (٢) .

وفي تكريم كبار السن روى البخاري عن أبي سعيد سمرة بن جندب رضي الله عنه قال:

كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلامًا فكنت أحفظ عنه، فما يمنعني من القول إلا أن ههنا رجالًا هم أسن مني.

والمسلم مطالب بأن يلتزم بالآداب الإسلامية والإنسانية مع أقاربه مثلما يلتزم بها مع والديه. وعليه أن يوقر الكبير ويرحم الصغير، ويعود المريض، ويواسي المنكوب، ويعزي المصاب. والرسول عليه الصلاة والسلام يحث على التراحم والتعاطف بين الناس كما في قوله:

((يقول الله تعالى: أنا الرحمن، وقد شققت للرحم اسمًا من اسمي)) .

واهتم الدين الإسلامي الحنفي بكبار السن فأمر برعايتهم واحترامهم وتقديرهم. يقول الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: ٢٣] .


(١) رواه أبو داود.
(٢) رواه الترمذي وأحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>