وإنه لمن حسن الطالع أنه كلما زاد أوار الحملة ولهيبها ضد الإسلام، زاد اهتمام الناس في الغرب وأمريكا بهذا الدين وكثر دارسوه من مختلف الأوساط وعظم الاهتمام به، وكلما كثر هؤلاء الدارسون زاد معتنقوه. وهذا قد يساعدنا كثيرًا على رد الأمور إلى نصابها، وإعادة صورة الإسلام إلى حقيقتها الناصعة، خصوصًا إذا تولى هذه المهمة أهلها والعارفون بحقيقة الدين الإسلامي ومبادئه وتعاليمه، لأن الإسلام جعل الإنسان مستخلفًا في الأرض من قبل الخالق الذي سخر له الكون بكل ما فيه، وزوده بالعقل ليدبر أمره بالعمل والعطاء، ومنحه حرية التصرف فيه.
وأيًّا كان الأمر، فإن سنة الاعتدال في التفكير والسلوك على مستوى الفرد، وعلى مستوى الأمة، هي أنسب الرسائل التي يمكن للإسلام أن يقدمها للمجتمع المعاصر خاصة في مثل هذه الظروف، وأشد الخصال التي يفتقر إليها هذا المجتمع فيما يقيم عليه العلاقات من أنظمة وما يختاره لها من منهجية مرجعًا للحوار. ولا شك أن الأخذ بقانون الاعتدال مطلب محوري، ذلك أن قيام سنة الاعتدال مقام نزعات الإسراف والمغالاة يتطلب منا عملًا جادًّا دؤوبًا من أجل إعادة القيم المثالية إلى قوتها في النفوس وتربيتها على الخصال الحميدة التي ترفع الإنسان إلى أعلى مراتب إنسانيته وأزكى درجاتها.
أصحاب المعالي والفضيلة:
السادة الحضور؛
إنه ليسعني في هذه المناسبة أن أؤكد لكم دعم منظمة المؤتمر الإسلامي لجهودكم الموفقة، واستعدادها المطلق للتعاون مع مجمعكم في كل ما من شأنه أن يعزز العمل الإسلامي المشترك، ويزيد من لحمة التضامن، ويحقق الأهداف التي تصبو إليها شعوبنا الإسلامية:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[آل عمران: ١٠٤] .