للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما تحمله هذه الجملة الأخيرة من دلالات، وتوحي به من أفكار وآراء، بل من تصرفات وحركات، أثارت قضية فلسطين الإسلامية نزاعًا حادًّا، وصراعًا

شديدًا بين المسلمين والمسيحيين سكان البلاد الأصليين وغير الأصليين، وبين الطوائف والفئات المهاجرة إليهم والزاحفة عليهم في ديارهم. وطبيعي أن تترتب على ذلك أجواء من

الظلم والعسف والإرهاب والاعتداء، منها نهب الأراضي، واغتصاب الممتلكات، ورمي السكان الآمنين بالقنابل العنقودية، واستخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة، والقيام بحملات

من الاعتقال والتعذيب، واقتحام المسجد الأقصى على المصلين، وتدمير مسجد حسن بك بيافا، ومسجد الشيخ جراحا بالقدس، والهجوم المسلح على الجامعة الإسلامية بالخليل، ونحو ذلك من الأعمال الوحشية الإجرامية.

ولا يقع هذا العدوان الإسرائيلي البغيض المتجدد على جزء خاص أو جهة معينة من البلاد بل هو مسلط: واقع ومشاهد بكل أطراف فلسطين وفي

مقدمتها القدس. تلك البقعة المباركة الشريفة التي عمرها العرب من مسلمين ومسيحيين من الفتح الإسلامي في عهد

عمر بن الخطاب ١٥ هـ - ٦٣٦م إلى اليوم، فتوالت عليهم بها القرون والأجيال، وعاشوا بها حلو الحياة ومرها. ينطق بمفاخرهم فيها ما شيدوه بها

وأقاموه من معالم حضارية، وما نشروه من علم وثقافة، وما بذلوه من جهد في سبيل بناء حياة آمنة كريمة، تأسيسًا، ورعاية، وحفظًا، وصيانة. ومن خير من يصف لنا القدس العالم الراحل والمؤرخ الصادق المرحوم الدكتور إسحاق موسى الحسيني الذي يقول من دراسة علمية جريئة جدًّا نشرها مركز الأبحاث في بيروت:

<<  <  ج: ص:  >  >>