وقد حمل الشعور بهذه المأساة التي حلت بزهرة المدائن القدس، عددًا كبيرًا من المفكرين والأحرار على استنكار تلك التغيرات العميقة والقبيحة. وكتب
أريك ميرسدن الصحفي البريطاني في صحيفة (صندي تايمز) بتاريخ فبراير ١٩٧١ م يقول:
"تسلق جبل سكوبس في صبيحة يوم باكر، وأدر رأسك حيثما اتجه بك النظر إلى الجهات الأربع، فإنك مطل على أروع مشاهد التاريخ الباقية على أديم الأرض، وأحفلها
بذكريات الإنسانية ومواطن أحداث القداسة في عهود الأنبياء، ومن خلفك من ناحية المشرق البحر الميت، ومن خلفه جبال موآب تطل في مشهد لم تتغير معالمه الأصيلة منذ
العهود التي حكت قصتها مخطوطات قمران. ثم أدر رأسك في بطء لتقع عيناك على جبل الزيتون، ثم على أسوار المدينة العتيقة ذات الجلال، حيث ترى قباب الصخرة والأقصى
غارقة في هالة من قدسية ماض عظيم، وغير بعيد من المنائر الخالدة والقباب التاريخية تشاهد مركز ديانات السماء العظمى الثلاث بما فيها الأرض التي عرج بمحمد صلى الله عليه
وسلم منها إلى السماء، ثم طريق الآلام التي درجت عليها قدما المسيح وهو يحتمل أقسى وأشرف عذاب، وحين تهبط من جبل الزيتون لتدخل البلدة القديمة يختفي المنظر الجميل
الرائع الذي تكون شاهدته من الأعالي، وتواجهك بيوت ما تزال تحمل آثار الدمار من أيام القتال، ثم ترتطم بأكوام الأتربة والحفائز والأنقاض بما تعمل فيه يد اليهود على عجل