للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا تواصلت سياسة إسرائيل الاستيطانية طوال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، معتمدة في ذلك نفس الأساليب التعسفية القمعية القائمة

على تهجير الفلسطينيين من بلادهم وديارهم، وعلى بناء المستوطنات في أطراف البلاد وخاصة بالقدس، وعلى تهويد الإدارة والحياة العامة والثقافة والمعالم

الحضارية. وقد استفحل النشاط الاستيطاني في ظل حكم الليكود خلال الثمانينات وأوائل التسعينات برئاسة شامير، وبلغ عدد المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية والقدس

وغزة أكثر من (١٨٠) مستوطنة. ومن سنة ١٩٩٦ م تنكر نيتنياهو رئيس الحكمة الإسرائيلية للمواثيق الدولية واتفاقية أوسلو معارضًا سياسة السلم

التي حث عليها مؤتمر مدريد، وأصدر أوامره بتوسيع القدس والأحياء اليهودية بها، وإنشاء مستوطنات جديدة فيها مثل

مستوطنة جبل أو غنيم، مثيرًا بذلك الفتنة ومتسببًا في مواجهات كثيرة لا تخدم القضية الفلسطينية ولا إسرائيل، ويواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي سياسة إسرائيل القمعية ضد الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم كله.

تلك أمثلة من تصرفات اليهود الماكرة الحاقدة التي استباحوا بها أرض العرب وأخرجوهم من ديارهم، وغيروا معالم دينهم، ومحلات عبادتهم الشريفة المقدسة والتاريخية الحضارية،

فأثاروا الحفائظ، وأوقدوا الفتنة، وأشعلوا الثورة. وكان الرد على كل تلك الأعمال والتجاوزات - التي لا يقدم عليها عاقل ولا تبيحها الأعراف الدولية والقوانين، والتي يجمع

الناس كلهم على إدانتها واعتبارها لاغية باطلة لولا تعاون قوى الشر المساندة للغزاة المحاربين - تدبيرًا وجهادًا، قولًا وفعلًا، معارضة للباطل وتقويضًا لعرى البغي والطغيان، نصرًا

لله ولرسوله وجهادًا في سبيل الله.

وبقدر ما تكون القلوب ثابتة، والعزائم صادقة، والوحدة بين المؤمنين قائمة، وبقدر الإيمان والجهاد والصبر والمصابرة يكون النصر من عند الله.

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: ٧٤] . ومن يصدق الله ربه يفز فوزًا عظيمًا: {فَأَوْلَى لَهُمْ (٢٠) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد: ٢٠ -٢١] .

<<  <  ج: ص:  >  >>