يعود الوجود العربي في أرض فلسطين إلى عصور قديمة، إذ اتخذ العرب فلسطين موطنا لهم منذ القديم، وكانت جموعهم وتمركزهم بربوعها قد عرفت منذ القرن الثالث الميلادي حتى ظهور الإسلام ازديادا مستمرا، إذ تشير المصادر التاريخية إلى القبائل العربية التي سكنت بسهول وجبال وأطراف صحراء فلسطين ووديانها.
وقد عجل ذلك التوطن واتخاذ بعض الخلفاء الراشدين والأمراء من مدن فلسطين وقراها وغورها مقرا لهم، وتشييد مدينة الرملة وغيرها من العمائر الإسلامية في الوسط الفلسطيني، عجل بصبغ فلسطين بالصبغة العربية الإسلامية، إذ ما أن حل الصدر الأول من العهد العباسي حتى كان تعريب البلاد وسيادة الدين الإسلامي قد بلغ الذروة.
ومنذ ذلك التاريخ، ومساهمة الإنسان العربي الفلسطيني متواصلة في تشييد صرح الحضارة العربية الإسلامية وازدهارها، فنبغ الكثير من الفلسطينيين في علوم الفقه والحديث والقضاء ... إلخ وقد شاع في المجتمع الفلسطيني ما عرف في أقطار المشرق العربي من عادات وتقاليد وأعراف وحرف وفنون، ونمط حياة. مما يدل دلالة قاطعة على مدى الروابط العرقية والدينية بين أبناء فلسطين وسكان بلاد الشام الأخرى.
وفي ظل الإسلام كان التماثل في العادات والأخلاق والتقاليد يتم تدريجيا بين المسلمين وسواهم من أصحاب الديانات الأخرى. وقد ظلت فلسطين عربية إسلامية منذ الفتح الإسلامي إلى الحكم العثماني الذي كان تفككه في بداية القرن العشرين قد شجع الدبلوماسية الأوروبية، القائمة على أهداف استعمارية، على مضاعفة مناوراتها للسيطرة على أقاليم الإمبراطورية العثمانية وإدخالها ضمن دائرة نفوذ الاستعمار الأوروبي.
وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى كانت الدولة العثمانية قد تفككت وزال سلطانها وبدأت دول الوفاق تتقاسم فيما بينها الأقاليم العربية التي كانت تحت سلطة الدولة العثمانية، وبدأت بذلك مرحلة جديدة في المسار السياسي والتاريخي لفلسطين العربية التي تعرضت لمؤامرة استعمارية صهيونية تحت غطاء المشاريع البريطانية التي مكنت دعاة الصهيونية من تحقيق هدفهم في احتلال فلسطين، وإعلان الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين، حيث كان للولايات المتحدة الأمريكية الدور الكبير، ويشكل بالتالي أضخم وأخطر قاعدة استعمارية متقدمة للإمبريالية الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.