للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - القدس بعد الفتح:

وبموجب العهدة العمرية تعهد المسلمون لأهل إيلياء بإعطائهم الأمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، كما نصت العهدة العمرية على أن أهل إيلياء لا يكرهون على دينهم ولا يضام أحد منهم ولا يسكن بإيلياء منهم أحد من (اليهود) ، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص.

ولقد حظي بيت المقدس في مختلف العصور الإسلامية بعناية الحكام المسلمين، الذين حافظوا على احترام بنود الوثيقة العمرية خلال ما عاناه المسلمون أثناء فترة الحروب الصليبية على أيدي دعاة الحق الصليبي، فعلى خلاف سلوك الحكام المسلمين إزاء غير المسلمين تؤكد لنا كتب التاريخ، أنه ما أن دخل الصليبيون بيت المقدس، حتى عقدوا أول اجتماع لديوان الثورة العسكرية قرروا فيه قتل كل مسلم بقي حيًّا فيها، ويستمر تنفيذ الإعدام الصليبي أسبوعا كاملا، سجله المؤرخون النصارى بقولهم:

- إن الدماء وصلت في رواق المسجد حتى الركب.

ولم تطل سيطرة الصليبيين على القدس، إذ أعادها صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين سنة ١١٨٧ م. وكان للتسامح الذي أظهره صلاح الدين إزاء النصارى أكثر من أثر، اعترف به مؤرخو النصارى قبل المسلمين، الذين أثبتوا السلوك السلمي والعادل للمسلمين إزاء الأقليات الدينية التي تعيش في القدس في ظل سيادة العرب المسلمين عليها كجزء من فلسطين التي حررها المسلمون من الاستعمار الروماني. وبقيت القدس عربية مسلمة منذ ذلك التاريخ ١١٨٧ م حتى سقطت بيد الصهاينة في أعقاب عدوان الخامس من يونيو ١٩٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>