كان للانتصار الذي أحرزه المسلمون على جيوش الرومان في اليرموك أثره الفعال في فتح القدس، وتوسيع الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام. فبعد أن بسط المسلمون سيادتهم على ربوع فلسطين، وضربوا الحصار على بيت المقدس، استطاعوا أن يجبروا المعتصمين من أهل إيلياء على طلب التفاوض معهم، فعرض عليهم أبوعبيدة بن الجراح إحدى ثلاث: الإسلام، الجزية، أوالقتال، فرضوا بالجزية مشترطين أن يكون الذي يتسلم مفاتيح المدينة المقدسة هو أمير المؤمنين - عمر بن الخطاب - نفسه، وهو ما تم سنة ١٥ هـ -٦٥٣ م، إذ استقبل أمير المؤمنين عمر من طرف بطريك المدينة - صفرونيوس - وكبار الأساقفة، الذين تحدثوا مع عمر بن الخطاب حول شروط التسليم، وانتهوا معه إلى إقرار وثيقة تاريخية عرفت بالعهدة العمرية.