وبمناسبة الذكرى الأولى لصدور قرار التقسيم كتب الرئيس الأمريكي ترومان إلى حاييم وايزمن أول رئيس لدولة إسرائيل:"أود أن أخبركم بمدى السعادة والتأثر اللذين أشعر بهما للتقدم الفريد الذي حققته دولتكم الجديدة، والذي يرجع الفضل فيه لكم أنتم أكثر مما يرجع لأي جهد آخر، وإنني على ثقة من أنه لا زال لديكم أكثر مما أعطيتم، وأكثر مما قدم العالم لكم، وهو ما يجعلني شديد الإعجاب بكم".
وهكذا وصلت الجماعات الصهيونية إلى أقصى طموحاتها بفوزها بتأييد الولايات المتحدة للمشروع الصهيوني في الأمم المتحدة وعلى الصعيد الدبلوماسي.
لقد كانت الفترة الفاصلة بين صدور قرار التقسيم واستتباب الأوضاع بتوقيع اتفاقيات الهدنة بين الدول العربية وإسرائيل، أكثر الفترات التي شهدت التردد والمراوحة الأمريكية، فحين ساندت الولايات المتحدة قرار التقسيم كانت تتوقع تنفيذه في أقرب وقت ممكن، ولكن حين بدأت المقاومة العربية المسلحة المعارضة لتنفيذ القرار، بدا للولايات المتحدة أنها قد خسرت الرهان.
ويمكن تلخيص الإنجاز الذي حققته الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة في هذه الفترة وحتى قيام إسرائيل، والذي انعكس بدوره على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في الصياغة التالية: إنه من خلال الجهود الكثيفة التي بذلتها الجماعات الصهيونية الأمريكية، والتي تركزت في أعمال الدعاية والضغط بأشكالها المختلفة، تمكنت الحركة الصهيونية من خلق تيار هام بين المواطنين الأمريكيين، وخاصة بين المسؤولين الأمريكيين النافذين، يقبل بالمطالب الصهيونية في فلسطين، أي أن الحركة الصهيونية قدمت مساهمة أساسية في صياغة وعي وإدراك قطاع كبير من النخبة والجمهور الأمريكي تجاه فلسطين بطريقة تلائم المصالح الصهيونية.