لم تتوقف اعتداءات اليهود على الأرواح فقط، ولكنها امتدت حتى شملت المقدسات في المعالم الإسلامية في القدس.
ففي الحادي والعشرين من أغسطس عام ١٩٩٦م أحرقت إسرائيل المسجد الأقصى، ولم تكن تقصد إسرائيل من هذه الجريمة البشعة سوى تنفيذ مخططها الصهيوني الخبيث الذي يرمي إلى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاض قبلة المسلمين، لقد بدأت المحاولات الصهيونية الإجرامية لتدمير بيت المقدس باعتباره الرمز الديني للوجود العربي والإسلامي في فلسطين، فور دخول الجيش الإسرائيلي في السابع من يونيو عام ١٩٦٧م. واقتحام مردخاي جور ساحة الحرم القدسي الشريف بسيارة نصف مجنزرة. وأطلق الجيش الإسرائيلي بعد ذلك قطعان المهووسين الصهاينة لانتهاك حرمة المسجد الأقصى جماعات وأفرادًا ليدنسوه بالحفلات المجانة في ساحاته الواسعة.
اندفع اليهود المتدينون ليقفوا أمام الجدار الغربي للمسجد الشريف يؤدون صلاتهم، حيث يدعون أن المسجد أقيم على أنقاض هيكل سليمان، ويطالبون بهدمه لإقامة معبدهم مرة أخرى.
وفي ٢١ أغسطس عام ١٩٦٩ م شب حريق كبير في المسجد الأقصى واندفع السكان العرب لإطفاء الحريق، فتبين أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قطعت أنابيب المياه في منطقة الحرم وحاولت منع المواطنين العرب من الدخول بحجة عدم إثارة الارتباك. وحاولت أيضًا منع عربات الإطفاء التي اندفعت من القدس العربية المحيطة بالقدس نحو المسجد، فنقل المواطنون العرب المياه في أوعية تداولوها حتى تمكنوا من إنقاذ أقسام من المسجد بعد أن قضت النيران على الجانب الجنوبي وأحرقت منبر المسجد المعروف بمنبر صلاح الدين، كما قضت على سقف ثلاثة أروقة من سبعة وجزء كبير من القسم الجنوبي.
وادعت سلطات الاحتلال الإسرائيلية أن ماسا كهربائيا كان السبب في الحريق! ولم يصدق ذلك أحد، وأوضحت تقارير المهندسين والخبراء العرب أن الحريق تم بفعل فاعل مجرم مع سبق الإصرار والترصد.