ومما ورد من فضائل بيت المقدس ومكانته: قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "بيت المقدس بنته الأنبياء وعمرته، وما فيه موضع شبر إلا وقد سجد عليه نبي أو قام عليه ملك "، وفي أرض بيت المقدس كلم الله تعالى موسى عليه السلام، وفيه تاب الله على داود وسليمان عليهما السلام.. ورد الله على سليمان ملكه.. وبشر زكريا بيحيى.. وولد عيسى وتكلم في المهد في بيت المقدس.. وأنزلت عليه المائدة في بيت المقدس، ورفعه الله إلى السماء من بيت المقدس، وهاجر إليه إبراهيم عليه السلام.
ومن الصحابة الذين دخلوا بيت المقدس أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وبلال بن رباح، ولم يؤذن بعد رسول الله صلى الله عليه سوى مرة واحدة عندما أمره عمر بالآذان بعد فتح بيت المقدس، وخالد بن الوليد وأبو ذر الغفاري وأبو الدرداء، وعبادة بن الصامت وهو أول من ولي قضاء فلسطين وسكن بيت المقدس ودفن فيها، وقيل: بالرملة، وسلمان الفارسي ودفن بالمدائن، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن سلام، وسعد بن أبي وقاص، وممن شهد فتح بيت المقدس أبو هريرة وعوف بن مالك الأشجعي.
وهكذا نرى أن في هذه البقعة المباركة عددًا كبيرًا من الأنبياء والصحابة.. وكون المسجد الأقصى قبلة لهم، كل ذلك يمثل البركة الدينية التي أحاطت به، وأما البركة الدنيوية فكثيرة: الأشجار والأنهار وطيب الأرض وهذا هو المراد بقول الله تعالى: {الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}[الإسراء:١] .