وللمسجد الأقصى ارتباط وثيق بعقيدتنا وله ذكريات عزيزة وغالية على الإسلام والمسلمين، فهو مقر للعبادة ومهبط الوحي ومنتهى رحلة الإسراء وبداية رحلة المعراج، وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلته إلى المسجد الأقصى بالبقعة المباركة التي كلم الله فيها موسى عليه السلام وهي طور سيناء فصلى بها ركعتين، كما مر بالبقعة المباركة التي ولد فيها عيسى عليه السلام وهي بيت لحم فصلى بها ركعتين، ثم وصل إلى بيت المقدس فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في جمع من الأنبياء والرسل فصلى بهم جميعًا ثم عرج به إلى السماء فرأى من آيات ربه الكبرى.
لقد اتفق علماء الإسلام على أن المراد بالمسجد الأقصى هو (بيت المقدس) ، وسمي بالأقصى لأنه أبعد المساجد التي تزار، وقيل: لبعده عن الخبائث. والمقصود بالمسجد الأقصى في القرآن الكريم جميع ما أحاط السور، ويشمل المسجد المعروف بالمسجد الأقصى ومكان الصخرة المشرفة والساحات المحيطة بها، ولذا فإن اقتحام اليهود لساحة المسجد الأقصى فيه اعتداء على حرمة هذا المسجد المبارك.
ولقد رفض الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يصلي داخل كنيسة القيامة على الرغم من أن رئيس الأساقفة قد سمح له بذلك، ولكن عمر امتنع خشية أن يدعي المسلمون بعد ذلك أن لهم حقًّا في ذلك المكان، فأين الذي فعله عمر من ذلك الذي تفعله إسرائيل اليوم؟!.
هكذا يتضح أهمية المسجد الأقصى لكل مسلم، وعليه فإن تخليصه من أيدي اليهود أمر واجب ولا يمكن أن يكون سلام بدون القدس.