للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الحروب هي أبرز حروب هذا العصر، هذا عدا ما يمكن إطلاق اسم الحروب الصغيرة، عليه هنا وهناك؛ مثل كشمير وجنوب الفلبين وغيرهما من الشعوب المطالبة بحق تقرير المصير والاستقلال وهي من الحقوق المشروعة.

هذا على نطاق العالم العربي والإسلامي، أما على نطاق العالم ككل فقد مر بتجربتين مريرتين عانى منها الإنسان ما يستعصى على الوصف ويوفق كل تصور ويعجز القلم عن إعطاء صورة كاملة عن ويلاتهما ومآسيهما وهم الحربان العالميتان الأولى من سنة ١٩١٤ - حتى ١٩١٨م، والحرب العالمية الثانية التي دمرت العالم من سنة ١٩٣٩ - حتى سنة ١٩٤٥ م، وإذا قارنا بين الأسباب التي كانت وراء اندلاع الحربين العالميتين والحرب الأفغانية لوجدنا الفكرة تدور حول هدف فرض السيطرة على الدول الأخرى عن طريق التذرع بارتكاب هذه الأخيرة بعض المخالفات الواهية.

لذلك بدأ المجتمع الدولي يبحث عن وضع الضوابط التي تحد من حق الدولة في اللجوء إلى الحرب، فكانت هذه المحاولات:

أولًا - مؤتمر لاهاي لعامي ١٨٩٩ - ١٩٠٧م حيث صدر في هذين المؤتمرين بعض الاتفاقات التي تنظم وسائل التسوية السلمية للمنازعات، وتحديد سلوك الأطراف المتحاربة، وتعيين حقوق وواجبات الأطراف المحايدة (١) .

وكان هذا ثمرة هذين المؤتمرين ولم يصل إلى وضع قواعد تحد من حق الدول في اللجوء إلى الحرب، إلا أنها فرقت بين نوعين من المنازعات.

الأولى - المنازعات والخلافات الخطيرة

والثانية - الخصومات التي لا تمس شرف الدولة ولا مصالحها الجوهرية.

فأجازت حق اللجوء إلى الحرب في الحالة الأولى دون الثانية التي يمكن حل تلك الخلافات بالطرق السلمية.


(١) ص١٨ - ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>