للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللمحات الإنسانية الحقوقية عبر التاريخ:

ويمكننا أن نجزم - بحق - بأن الوجدان الإنسان أولا ثم التعامل الديني الواسع الأبعاد في التأثير التاريخ تركا أثرهما على مسيرة الحقوق الإنسانية وحتى على مستوى الأساطير.

يقول العلامة الجعفري في كتابه القيم بهذا الصدد:

"من البديهي أن هدف إصلاح العلاقات الإنسانية.. يشكل احتراما عمليا لبيان مواد الحقوق العالمية للإنسان في ذهن الأفراد المتقدمين فكريا باستمرار.. وعلى هذا الأساس نشاهد بعض العبارات والمواد المختلفة باعتبارها أخلاقًا أو حقوقًا أو عناصر ثقافية بين الشعوب والأقوام المختلفة". (١)

ويقول جورج سابايين:

"وبشكل عام فإن اليونان في القرن الخامس قبل الميلاد قالوا بأن الحقوق الطبيعية خالدة وغير متغيرة، في حين أن أوضاع الإنسان وأحواله متغيرة، فإذا استطعنا اكتشاف هذا القانون الثابت وغير المتغير وحققنا الانسجام بينه وبين الحياة الإنسانية، فإن الحياة البشرية سوف تصبح إلى حد ما منطقية وعقلانية، وسوف تقل الشرور والفساد، فمرتبة الكمال الإنساني هي أن تتبع القانون الطبيعي الثابت، ويمكن تلخيص هدف هذه الفلسفة في الجملة التالية:

"البحث عن الثابت بين المتغيرات، والوحدة بين المتنوعات". (٢)

وإذا ما تتبعنا آراء الفلاسفة والمؤرخين والشعراء عبر التاريخ لمحنا الكثير من العبارات المعبرة عن هذا التأثير الوجداني العميم.

هذا هو سيسرون الفيلسوف (٤٣- ١٠٦م) يؤكد على أن الحقوق لا تقوم على أساس التصور والظن، بل إن العدالة الطبيعية الثابتة واللازمة تقوم على أساس من الوجدان الإنساني (٣) .


(١) الحقوق الإنسانية العالمية، ص ١٦.
(٢) جورج ساباين، تاريخ الفلسفة السياسية: ٧٧/١.
(٣) جور دل وكيو، في تاريخ فلسفة الحقوق، ص ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>