للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنني بناء على هذا الواقع الذي تعايش معه أبناء اليوم مسلمين وغير مسلمين، ارتأيت أن الحديث عن إبراز بعض مواقف الإسلام من حقوق الإنسان، لا يشكل تكرارًا ولا تراكمًا لسرد أحكامه في هذا المضمار، فما دامت التهمة قائمة، فلا تعد أطروحات الدفاع عنها تكرارًا، ولا توقعًا في موضوع واحد، وإنما هو محاولة لسد بعض الأفواه التي هي أكثر من عدد جميع المسلمين، ولذا فلا يستكثر إذا هيأ كل مسلم ردًّا يبين فيه تنظيم الإسلام لمختلف الحقوق الشريفة للإنسان، ونبذه للرذائل والسخافات التي تنزلق بهذا الكائن المكرم إلى مقاسمات الحيوانات في الغرائز البيهيمة بغير حق، ولذا فنحن مطالبون بإبراز تلك المواقف الإسلامية التي ما زالت متطورة، حتى على أحدث ما ابتكره، أو صور أنه ابتكره البيان العالمي ل حقوق الإنسان، الذي أصبح معتمدوه كثيرًا منهم يرمي الإسلام - زورًا وبهتانًا - بالتقصير في هذه الحقوق، ولذا فإن إدراج الأمانة العامة للمجمع الفقهي لهذا الموضوع في هاته الدورة، يعتبر توفيقًا من الله، لما صاحبها من الانفعالات الكونية التي نتجت عن أعمال الإرهاب والشغب التي عرفتها الولايات المتحدة الأمريكية يوم ١١/٩/٢٠٠١م، والتي رغم إجماع كل نصوص الإسلام على عدم شرعيتها، وإجماع المسلمين على إدانتها، فإن الأغلبية الساحقة بتأثير من الصهيونية، مؤطرة من طرف الموساد الإسرائيلي، وجهت بعض شعب الولايات المتحدة الأمريكية إلى إلصاق تهمتها بالإسلام والمسلمين، بإجراء غير مسبوق، جعل كل عربي أو مسلم، عثر على اسمه على الطائرات المنتحرة، يعد مشبوهًا عند الحذرين، متهمًا من طرف العاديين، ومجرمًا في نظر المترفين، ومن هذا المنظور، أصبح عقد مؤتمر بأكمله من طرف المجمع الفقهي، لدراسة وتوضيح حقوق الإنسان في الإسلام، لا يكفي لمواجهة هذه الهجمة التي أقل درجات تأثيرها تغطية الحقائق عن أبصار أبناء البشرية اليوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>