للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ما أوصى به القرآن الكريم، بضرورة الإعمار وترك وسائل الخراب والدمار فقال: ((إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن ألا تقوم حتى يغرسها فيلفعل)) (١) ، ونهى صلى الله عليه وسلم عن التبول أو التغوط في الماء الراكد أو في طريق الناس فقال: ((اتقوا اللاعنين، قالوا: وما اللاعنان؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم)) (٢) . وهذه الأمثلة من نصوص القرآن والسنة النبوية الشريفة، تتعاضد لترسي خلقًا مثاليًّا وسلوكًا نموذجيًّا، يقر بأن ما في الأرض وعليها هو من فيض نعم الله على الإنسان، وأن واجب الشكر يفرض عليه أن لا يضيع هذه النعم وأن لا يسيء استعمالها بالإسراف والإفساد. فالإنسان هو جزء من هذا الكون المترامي الأطراف، من عناصره يتكون جسم الإنسان، ومن خيراته يعيش، وإليه يعود عند الموت، قال تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه:٥٥] .

إن صيحات الفزع المتوالية هذه الأيام، والصادرة عن الهيئات والجمعيات المهتمة بالبيئة والمعبر عنها بالجمعيات (الخضر) ، تحولت إلى هم سياسي وانشغال أممي، عبرت عنه المؤتمرات والندوات الدولية، وأشهرها الندوة الأممية حول البيئة والتنمية التي انعقدت بـ (ريو دي جنيرو) (٣) .


(١) رواه أحمد في مسنده: ٣/١٩١.
(٢) رواه مسلم.
(٣) في شهر جوان من سنة ١٩٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>