وهذه الندوات تصب كلها في مجموعة من الاهتمامات، التي تراها كفيلة بتعديل السلوك البيئي لدى الإنسان، بما يعيد التوازنات الأيكولوجية، وذلك بعمل طويل المدى يستهدف التحسيس والتوعية بكل الوسائل الممكنة. وجوهر هذه الاهتمامات نلخصه في المحاور التالية:
- تحويل أنماط الاستغلال والإنتاج والاستهلاك والتصرف المفرط إلى ترشيد هذا السلوك نحو الاعتدال باعتبار الحاجيات اللازمة.
- تغيير نمط التنمية الصناعية بإرساء مشاريع تراعي المواصفات البيئية وتحافظ على المحيط من كل مخاطر التلوث.
- حماية صحة الإنسان في المحيط الذي يعيش فيه، وذلك بالحفاظ على التوازنات البيئية، من هواء نظيف وماء صالح للشراب وغذاء طبيعي سليم..
- معالجة المشاكل البيئية الحاصلة، والمعبر عنها بتلوث المحيط، بتقليص تأثيراتها الخطيرة على حياة الكائنات.
ولن تتحقق هذه الأهداف، إلا بحصول تكاتف للجهود الدولية نحو مصالحة حقيقية مع البيئة، من شأنها أن توقف النزيف، وتعيد التوازنات إلى سالف عهدها. وقد أرست المنظمات والهيئات المختصة قواعد لا بد منها، حتى يحقق الجهد العالمي أغراضه وأهدافه في الحد من خطورة التلوث الحاصل والتغيرات المناخية الخطيرة والناتجة عن أسباب كثيرة، عددنا بعضها، ومن أخطرها ظاهرة الانحباس الحراري المسبب لخروقات بطبقة الأوزون التي تحمي الغلاف الأرضي من الإشعاعات الشمسية المؤذية.
والبلدان العربية والإسلامية تبذل بدورها جهدًا لا يستهان به في هذا المجال الحيوي الهام، وخصصت هياكل وهيئات تعنى بحماية البيئة والمحيط، واقتطعت من ميزانياتها جزءًا لا بأس به للغرض. وشاركت بدورها في الندوات الإقليمية والعالمية، وانخرطت في تكريس السياسة الدولية حول البيئة والمحيط.