اهتم الإسلام بالوحدة الأسرية الإنسانية، وأبرزت الشريعة ذلك، فخير بني الإنسان عند خالقه تبارك وتعالى هو أكثرهم نفعًا لهذه الأسرة، عملًا بقوله صلى الله عليه وسلم:((الخلق كلهم عيال الله، وأحبهم إليه أنفعهم لعياله)) فالقيمة الإنسانية للناس جميعًا أنهم كلهم سواء، والتفاضل في الإسلام بحسب الأعمال، كما قال تعالى:{وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}[الأحقاف: ١٩] .
وقد حمى الإسلام هذه الوحدة وشخصية المسلم، فلا يجوز التعرض لخطر أو ضرر يتعرض له، عملًا بالحديث النبوي الشريف:((المسلمون تتكافأ دماؤهم)) رواه الإمام أحمد. لهذا فإن كل فكر أو تشريع أو تقنين يسوغ التفرقة بين الأفراد على أساس الجنس أو المعرفة أو اللون أو الدين إنما هو مصادرة مباشرة لهذا المبدأ الإسلامي الخلقي العظيم الذي منح للإنسان وتجلت فيه صور التكريم من الشارع الحكيم جل وعلا (١) .
(١) انظر: حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، د. الشيباني، ص ١٢٢؛ دستور التسامح في الإسلام، للشيخ محمد المكي الناصري، ص ١٠، منشورات دار البريس، سنة ١٩٩٠م، الدار البيضاء - المغرب.