للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإشادة بحقوق الإنسان في المملكة والمنظمات الدولية:

وعملاً بما قامت به الدولة وقدمته في مجال حقوق الإنسان قولاً وفعلاً وتطبيقاً، انطلاقاً من تطبيقها لأحكام الشريعة الإسلامية، فإن المنظمات الدولية المهتمة ب حقوق الإنسان أشادت وأثنت على تبني النظام السعودي الشريعة الإسلامية نهجاً يطبق في أمورها الدنيوية والدينية (١) ، وبالذات في مجال حقوق الإنسان، حيث أعلنت اللجنة الدولية ل حقوق الإنسان والمكونة من (٥٣) دولة برفع ما يسمى (حالة حقوق الإنسان في السعودية) ، ووعدت بعدم طرح هذا الموضوع في الاجتماعات اللاحقة وذلك بعد استماعها للحقائق المقدمة، ومن خلال احترام السعودية لمواثيق الأمم المتحدة ذات الصلة وخصوصية حقوق الإنسان المستمدة أساساً من الشريعة الإسلامية الغراء، فالحقوق في النظام الإسلامي ليست منحة، وإنما هي ذاتية يكتسبها الإنسان من إنسانيته، ولذلك فهي ملزمة بحكم مصدرها الإلهي، وإذا كان الإنجليز يعتزون كثيرًا بوثيقة (الماجنكارتا) والتي عبرها استقرت في المجتمع مفاهيم حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، إلا أنهم يرونها مرحلة مهمة في عصر النهضة الأوروبية، وكان قد ظهر في بدايات القرن السابع عشر مذهب فلسفي سمي بالإنسانية الذي دعا إلى احترام الإنسان، غير أن الحدث الأبرز، والذي أحدث انقلاباً فكرياً في أوروبا هو عندما جاءت الثورة الفرنسية عام ١٧٨٩م بإعلان حقوق الإنسان والمواطن، حيث نص الإعلان على سبع عشرة (٢) مادة تضمنت مبادئ وقواعد استنبطت من أن الناس يولدون ويعيشون أحراراً متساوين في الحقوق، في حين سبق إلى هذا الإسلام وأوضحه أمير المؤمنين والخليفة الثاني سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (٤٠ ق. هـ - ٢٣هـ) في مقولته الشهيرة: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ". كان ذلك قبل أربعة عشر قرناً (٣) .

وهكذا يتضح أسبقية الشريعة الإسلامية إلى إقرار تلك الحقوق حيث ربطت حقوق الإنسان بالشريعة الإسلامية.

وبما أن النظام السياسي السعودي يستند إلى أحكام الشريعة الإسلامية الراعية والمدافعة عن حقوق الإنسان، مما يؤكد سلامة المنهج التطبيقي لرعاية الإنسان وكفالة حقوقه التي تنسجم مع روح الشريعة وتتماشى مع الأنظمة المطبقة في المملكة العربية السعودية.

* * *


(١) انظر: حقوق الإنسان في السعودية مزاعم أم حقائق، زهير بن فهد، قضايا ودراسات، ص ٧، الشرق الأوسط.
(٢) انظر: الحريات والحقوق العامة للإنسان، محمد المجذوب، ص ١٩٨ - طرابلس؛ حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، إبراهيم بدوي، ص ٣٤؛ حقوق الإنسان في التاريخ وضماناتها الدولية، عز الدين فودة، ص ٣٤ - القاهرة، المؤسسة المصرية سنة ١٩٦٩م.
(٣) انظر: تراث الخلفاء الراشدين في الفقه والقضاء، صبحي محمصاني، ص ٩٧، دار العلم للملايين - بيروت، سنة ١٩٨٢م؛ ابن عبد الحكم، فتوح مصر والمغرب، ص ٢٢٥ - القاهرة، سنة ١٩٦١م.

<<  <  ج: ص:  >  >>