من خلال ما سبق عرضه في هذا البحث تبين لنا سبق الإسلام في ترسيخه لمفاهيم حقوق الإنسان وعمق أصالته ودقة شموله لرعاية الإنسان وتكريمه وسعة تفكيره في النظر إلى جميع ما يحتاجه الإنسان ويتطلع إليه كما يظهر لنا واضحاً وجلياً تمايز نظامه في مجال الحقوق ونظرته إليها عن كل ما عرفته النظم القديمة والمعاصرة مما يبرهن على عظمته ويدل على صدقه ويؤكد شموليته وعطفه عليه وذلك واضحاً فيما يلي:
أولاً: يقدم الإسلام منظوراً للحقوق تنطلق من تكريمه للإنسان واستخلافه له في الأرض.
ثانياً: ترتكز مفاهيم حقوق الإنسان في النظام الإسلامي على عقيدة الإنسان المسلم التي يعتقنها والتي تمنحها من خلال توجيهات وأخلاقيات الإسلام حقوقاً شمولية عامة، ولا تقارن ولا تشابه الحقوق الطبيعية، أو الوطنية، أو القومية الممارسة في الغرب.
ثالثاً: يقدم النظام الإسلامي في مجال حقوق الإنسان عطاء ومنحاً ومزايا تنسجم مع الفطرة الإنسانية ومتطلبات الإنسان في مراحله المختلفة.
رابعاً: يكفل الإسلام للإنسان في مجال الحقوق ما يحقق كرامته الإنسانية ويتلاءم مع ما جاء به هذا النظام العادل من عدالة، وإنصاف، وسماحة، ومساواة.
خامساً: الاعتراف مع العطاء بأن لهذا الإنسان المخلوق الضعيف حقوقاً وحريات كفلها لها النظام الإسلامي وفق الشريعة الإسلامية الغراء.
سادساً: اعتبر الإسلام المساواة حقاً من حقوق الإنسان وحارب التميز العنصري والممارسة العنصرية، انطلاقاً من النظرة إلى تكريم الإنسان وكرامته ولا فضل لعرق أو لجنس إلا بالعمل الصالح.