للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣- ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم: توج حياته - بعد بضعة قرون من حضارة اليونان - بخطبة ضمنها مبادئ راقية، ما زالت تعد هدفاً للبشرية ترنو للوصول إليه.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيها الناس إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا (١) في بلدكم (٢) هذا، ألا هل بلغت اللهم فاشهد)) .

((أيها الناس، إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى)) (٣) .

٤- ويتواصل التفكير الإسلامي في حقوق الإنسان، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمرجعية القرآنية، وسنته الشريفة ظلتا ملهمتين للأجيال المسلمة التالية في هذا المجال. فوجدت صياغة للحقوق مع مطلع القرن الهجري الجديد (الجاري) من المجلس الإسلامي الدولي بياناً عالميًّا بإقرار حقوق للإنسان مستمد من القرآن والسنة (٤) .

ولقد تضمن البيان ثلاثة وعشرين حقًّا من الحقوق التي كفل الإسلام وهي: حق الحياة، والحرية، والمساواة، والعدالة، والمحاكمة العادلة والحماية من تعسف السلطة، والحماية من التعذيب، وحماية العرض والسمعة، واللجوء والأقليات، والمشاركة في الحياة العامة، وحرية التفكير والاعتقاد والتعبير، والحرية الدينية والدعوة والبلاغ، والحقوق الاقتصادية وحماية الملكية، وحق العامل، وواجبه وكفاية الفرد من مقومات الحياة، وبناء الأسرة، وحقوق الزوجة والتربية، وخصوصيات الفرد وحمايتها، وحرية الارتحال والإقامة (٥) .


(١) كان صلى الله عليه وسلم في موسم الحج.
(٢) يقصد مكة.
(٣) صحيح البخاري، ج٥ ويلاحظ اختفاء لغة التمييز بين البشر، والتي كانت ترتب الحقوق على أساسها.
(٤) صدر البيان عن منظمة اليونسكو بباريس بمساهمة نخبة من مفكري المسلمين.
(٥) ويقول الأستاذ سالم عزام، أمين عام المجلس في مقدمة الوثيقة: "حقوق الإنسان في الإسلام ليست منحة من ملك أو حاكم، وليست قراراً صادراً من سلطة محلية أو منظمة دولية، وإنما هي حقوق ملزمة بحكم مصدرها الإلهي، لا تقبل الحذف ولا النسخ ولا التعطيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>