للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتضح لنا أن عنصر المشاركة الإيجابية الفاعلة من قبل المواطن في شؤون السياسة حق مكفول في الفقه الإسلامي، وإذا سلمنا بأن المشاركة هي أرقى أنواع الحقوق السياسية، وعلى حد تعبير أحد الحقوقيين عنها فهي: "الحقوق السياسية أو الدستورية، وهي السلطات المقررة للأشخاص باعتبارهم أعضاء في هيئة سياسية والتي تمكنهم من الاشتراك في الحكم. وأهم هذه الحقوق هي حق الانتخاب وحق الترشيح وحق تولى الوظائف العامة" (١) .

١٠- وكما لاحظ صاحب كتاب (التشريع الجنائي الإسلامي مقارناً بالقانون الوضعي) فـ الشورى لم تقرر نتيجة لحال الجماعة، فقد كان العرب في أدنى درجات الجهل وفي غاية التأخر والانحطاط، وإنما قررت الشريعة نظرية الشورى، لأنها قبل كل شيء من مستلزمات الشريعة الكاملة الدائمة المستعصية على التبديل والتعديل (٢) .

١١- ويرى أحد المفكرين العرب أن الشورى لها أهمية عظيمة، لذا قرنت بفرض الصلاة والصدقة واجتناب الفواحش، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (٣٧) وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الشورى: ٣٧ - ٣٨] (٣) .

* * *


(١) كتاب (نظرية الحق) ، الدكتور محمد سامي مدكور، دار الفكر العربي - القاهرة، ص ١٠.
(٢) عبد القادر عودة، (التشريع الجنائي الإسلامي - مقارناً بالقانون الوضعي) : ١/٣٧، مؤسسة الرسالة - الطبعة الثامنة.
(٣) والمفكر هو الدكتور محمد عبد القادر أبو فارس في كتابه (النظام السياسي في الإسلام) دار القرآن الكريم، ص ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>