للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حقوق الإنسان ومجمع الفقه الإسلامي

عودة إلى ما بدأت به هذه الورقة من أن الكتابات في موضوع حقوق الإنسان في الإسلام تفوق الحصر، وأن البحث في هذا الموضوع ما لم يكن متجهاً إلى معالجة إشكالية العجز الغربي عن فهم الفكر الإسلامي خاصة في هذه القضية فلن يؤدي هذا البحث إلى جديد، ومن هنا أتساءل عن خلفية أن يتضمن جدول أعمال مجمع الفقه الإسلامي في أكثر من دورة مسألة حقوق الإنسان في الإسلام، هل هو زيادة التأكيد على أن الإسلام كان له السبق في إقرار حقوق الإنسان وفرض احترامها، وهو الأمر الذي أعتقد أنه أخذ نصيباً وافراً من البرهنة العلمية في معظم الأبحاث التي تناولت هذا الموضوع، غير أن هذا في تصوري لا يقدم ولا يؤخر في مسألة تعاطي العالم الآخر - وخاصة الغربي - مع هذه القضية وتطبيقاتها المعاصرة في العالم الإسلامي على صعيديها النظري والعلمي.

أم أن المجمع أراد أن يوحي إلى الباحثين بأن هناك الكثير من القضايا المعاصرة ذات الصلة ب حقوق الإنسان تنتظر معالجاتهم الفقهية بروح جديدة ومنهجية معاصرة تلتزم بالثوابت: كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إنني أعتقد أن هناك عدداً من القضايا المهمة في حياة المسلمين تهدد مسألة حقوق الإنسان في الإسلام وتفتح المجال أمام مزيد من الانتقادات الغربية والعالمية للعالم الإسلامي في هذا الميدان، كما أنها تؤدي بالطبع إلى مزيد من العراقيل أمام تقديم الإسلام إلى العالم ووضعه في الصورة الصحيحة التي تؤدي إلى احترامه عالميًّا وزيادة الإقبال عليه ديناً عالميًّا صالحاً لحل كل مشكلات الحياة المعاصرة والمستقبلية، كما صلح لحل مشكلات الماضي وصنع حضارة لا زالت تضع بصماتها القوية على جدار الحضارة الإنسانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>