للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونفي القياس عن الحديثين الأخيرين؛ لأنه يستعمل اليوم من الوسائل ما يمنع الحمل مطلقا مثل التعقيم واستئصال الرحم (١) ولأنه ليس لموضوع العزل صلة بتحديد النسل (٢) ومنهم من اكتفى بالقول بالكراهة وأنه عبث لأن الله عز وجل خالق ما يشاء (٣) . ومنهم من قال بجوازه كاستثناء في حدود الضرورة كرخصة خاصة وأن القاعدة العامة هي حرمة العزل (٤) . وأن الرخصة خاصة بصاحب الضرر، ولا يباح كقاعدة عامة، ومنهم من حاول التوفيق بين الأحاديث بالقول بنسخ بعضها أو وجود قوة في إسناد بعضها وضعف في أخرى، وهذا تفصيل كثير ليس هذا مجال تقصيه. إلا أن منهم أيضا من قال بإباحة العزل مطلقا وجواز أن يقاس عليه موانع الحمل المعروفة اليوم وأن تكون أساسا لسياسة عامة لتحديد النسل (٥) .

جـ - الحث على الزواج:

الزواج سنة، حث رسولنا الكريم عليه ورغب فيه وقد وردت في ذلك أحاديث كثيرة منها ما رواه عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)) . وعن عبد الله بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب فطرتي فليستن بسنتي ومن سنتي النكاح)) أخرجه البيهقي. ونهى عليه الصلاة والسلام عن التبتل، وأن يخصى أحد من ابن آدم (٦) . وحث عليه السلام على اختيار المرأة الولود.

وقد عد أكثر الكتاب ذلك دليلا على ضرورة تكثير عدد السكان بزيادة النسل؛ لأن (منع النسل أو تحديده من الأعمال التي تنافي مقاصد النكاح) (٧) . (والإنسان مطالب بأن يتزوج وينجب ذرية؛ لأن الإسلام (يرغب) في تكاثر الأعداد البشرية عن طريق الزواج) (٨) ... إلخ. وفى ما قيل عن الزواج تفصيل يكفي قليله عن كثيره.


(١) أحمد، عبد الرحمن يسري، ص ١٩٤
(٢) من كلام الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر سابقًا انظر، الخطيب، أم كلثوم، مرجع سابق ص ١٩
(٣) مثل المودودي، أبو الأعلى، مرجع سابق ص ١٤٢
(٤) أبو زهرة، محمد، مرجع سابق ص ٩٨، ص ١٠٠
(٥) الخولي، البهي ٢٤١ – ٢٤٤. الإسلام وقضايا المرأة المعاصرة، بيروت، دار القرآن الكريم والاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية ١٩٨٠
(٦) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نغزوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم وليس لنا شيء فقلنا ألا نختصي؟ فنهانا عن ذلك ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب ... الحديث.
(٧) الشيخ حسن مأمون، انظر علي، موسى محمد، مرجع سابق ص ٦٦
(٨) أحمد، عبد الرحمن يسري، مرجع سابق ص ١٤٣

<<  <  ج: ص:  >  >>