للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أدلة المذاهب

أدلة المذهب الأول:

إن الوفاء بالوعد وإن كان يستحق صاحبه الحمد والشكر، وعلى الخلف الذم، وإن الله تعالى قد أثنى على من صدق وعده، ووفى بنذره، وإن العرب وكذلك سائر الأمم تمتدح بالوفاء وتذم بالخلف والغدر.

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((العِدَةُ دَيْنٌ)) إلا أن ذلك لا يخرجه عن كونه مندوبا إليه وليس بواجب، وقد اتفق العلماء على أن الموعود لا يضارب بما وعد به من الغرماء (١) .

وقالوا: إن العدة منافع لم تقبض فلصاحبها الرجوع فيها (٢) .

واستندوا أيضا إلى الإجماع على أن إنجاز الوعد مندوب إليه وليس بفرض (٣) .

أدلة من قال بالوجوب:

استدلوا أولا بقوله تعالى {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف آية: ٣] .

وقالوا: إن سبب نزولها أنهم كانوا يقولون: لو نعلم أي الأعمال أفضل أو أحب إلى الله لعملناه، فأنزل الله تعالى هذه الآية. قال ابن العربي وهو حديث لا بأس به.

وروي عن مجاهد أن عبد الله بن رواحة لما سمعها قال: لا أزال حبيسًا في سبيل الله حتى أقتل (٤) .


(١) فتح الباري ٦-٢١٧
(٢) عمدة القاري ١١-٦٠
(٣) فتح الباري ٦-٢١٧
(٤) أحكام القرآن لابن العربي ٤-١٧٨٨، تفسير القرطبي ١٨-٧٩

<<  <  ج: ص:  >  >>