للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذا فإنه باختلاف الأزمان والمدن والشعوب يمكن أن تتبدل المسائل التي تبنى على العرف، والفقه الإِسلامي كان له القدح المعلى في هذا الميدان بما خطه من أحكام وقره من قواعد ظهرت نتائجها عند التطبيق والعمل والتنفيذ.

والعرف في الشرع له اعتبار

لذا عليه الحكم قد يدار

العرف لغة:

العرف له عدة مفاهيم لغوية. جاء في المصباح: أمرت بالعرف أي المعروف وهو الخير والرفق والإِحسان.

وجاء في لسان العرب، لابن منظور: العرف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه والإِحسان إلى الناس.

العرف اصطلاحًا:

هو ما اعتاده الناس وألفوه من قول أو فعل، إذا تكرر من بعد أخرى حتى تمكن أثره في نفوسهم واطمأنت إليه قلوبهم وطباعهم وتلقوه بالقبول.

قال في المستصفى (١) : العرف هو ما استقر في النفوس من جهة العقول وتلقته الطباع السلمية بالقبول.


(١) ذكر المرحوم أبو زهرة في كتابه: مالك: ص ٥٥٥ في التعليق أسفل الصفحة: قال الغزالي في المستصفى العرف والعادة ما استقر في النفوس من جهة العقول وتلقته الطابع السليمة بالقبول. كما ذكر ذلك الأستاذ مصطفى الزرقاء في كتابه المدخل الفقهي العام: ٢ /٨٤١ طبعة عاشرة في الهامش: قال الغزالي في المستصفى إلخ ... أما ابن عابدين في رسالة نشر العرف المنشورة ضمن رسائله: ٢ /١١٤، فإنه ذكر التعريف ناسبًا إيَّاه إلى المستصفى دون ذكر الغزالي، فظن من نقل عنه ممن ذكرنا وغيرهم أنه كتاب المستصفى للغزالي مع أنه لا وجود لهذا التعريف به. وابن عابدين يقصد المستصفى شرح الفقه النافع في الفروع، لأبي البركات عبد الله النسفي صاحب العقائد والتفسير المسميين باسمه والمتوفى سنة ٧١٠ /١٣١٠، ترجمته في كتاب الفتح المبين في طبقات الأصوليين، للشيخ المراغي: ٢ /١٠٨. وقد لفت الانتباه إلى ذلك د. محمد بن إبراهيم في أطروحته عن الاجتهاد – لا زالت مخطوطة -.

<<  <  ج: ص:  >  >>