عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ((أنَّ رجلًا من الأنصار جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجارية له سوداء، فقال، يا رسول الله، إنَّ علي رقبة مؤمنة فإن كنت تراها مؤمنة أعتقتها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أنَّ محمَّدًا رسول الله؟ قالت: نعم، قال: أتوقنين بالبعث بعد الموت؟ قالت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعتقها)) .
قال ابن عبد البر في [التمهيد: ٩/١١٣، ١١٥] .
هكذا روى يحيى هذا الحديث فجوّد لفظه، ورواه ابن بكير وابن القاسم بإسناده مثله إلا أنهما لم يذكرا ((فإنْ كنت تراها مؤمنة)) قالا: ((فقال: يا رسول الله عليَّ رقبة مؤمنة أفأعتق هذه؟)) .
ورواه القعنبي بإسناده مثله وحذف منه ((أنَّ عليَّ رقبة مؤمنة)) . وقال:((إنَّ رجلًا من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجارية له سوداء قال: يا رسول الله أعتقها؟ قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهدين؟)) وذكر الحديث.
ثم قال:
ورواه ابن وهب، عن يونس بن يزيد ومالك بن أنس، عن ابن شهاب عن عبيد الله ((أنَّ رجلًا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجارية له سوداء فقال: يا رسول الله إنَّ علي رقبة مؤمنة أفأعتق هذه؟)) وساق الحديث إلى آخره مثل رواية ابن القاسم وابن بكير سواء لم يقل: ((فإنْ كنت تراها مؤمنة أعتقها)) .
ولم يختلف الموطأ في إرسال هذا الحديث، ورواه الحسين بن الوليد، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد الله، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ حديث الموطأ سواء وجعله متصلًا عن أبي هريرة مسندًا، ورواه الحسين هذا أيضًا عن المسعودي، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن عبيد الله بن عتبة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه زاد في حديث المسعودي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أعتقها فإنها مؤمنة)) وليس في الموطأ ((فإنها مؤمنة)) .
وهذا الحديث وإن كان ظاهره الانقطاع في رواية مالك فإنَّه محمول على الاتَّصال للقاء عبيد الله جماعة من الصحابة.