إن تسجيل أحداث ومناقشات الندوات لهو مجهود وعمل شاق يستحق التقدير والإعجاب، ولكن الانتشار الجماهيري في دول العالم المختلفة عن طريق ممثلي الإعلام من مختلف الدول الإسلامية المشاركة يضيف الكثير إلى هذا العمل الجليل والذي نرغب له أن يخرج خارج نطاق المشاركين الحاليين ومجال الكتب التي تعقب الندوة، فهي مهما كثر عددها فإن تكلفتها تجعلها باستمرار محدودة الانتشار.
إن المتتبع للصحافة والتلفزيون المصري في مطلع هذا العام ليحز في نفسه ما تم من معارك على صفحاتها عقب حديث تلفزيوني في مجال زراعة الأعضاء البشرية. شارك فيها كل من يعرف ومن لا يعرف وجرح فيها عن قصد أو غير قصد بعض علمائنا الأفاضل تجريحاً قد يقصد به ذواتهم أو ما يمثلونه من فكر وتمادى البعض في ذلك واستمرت أسابيع وأسابيع.
لقد كان ذلك بعد أكثر من عام من عقد ندوة المركز الإسلامي بخصوص زراعة الأعضاء التي تم فيها وضع التوصيات السليمة والآراء الفقهية المدروسة التي شارك فيها ثلاثة من مفتي الدول الإسلامية المشاركة، وأيضاً بعد نشر كتاب الندوة الذي حوى كل الآراء والمناقشات، ولقد كان من الممكن تنظيم مثل هذه المناقشات على قنوات الإعلام الثلاث (الصحافة والإذاعة والتلفزيون) جماهيرياً وتحجيمها في النطاق المقبول بعد الندوة مباشرة.. كان ذلك ممكناً لو كنا خططنا له مسبقاً بدعوتنا إعلاميين مسلمين واعين ليحضروا جلساتنا ويتفهموا أهدافنا.. إنها دعوة لإدخال عنصر الإعلام في هذه الندوات جنباً إلى جنب مع العناصر الطبية والشرعية والقانونية والاجتماعية لتعم الفائدة وتنتشر، وهو أحد أهدافنا، وهو أيضاً ما يقطع الطريق على كل مغرض خبيث.
إن دين " اقرأ " هو دين العلم والمعرفة وليس للأقزام التي تتمسح بقشور العلم أن تتطاول عليه.