ويرى البعض أن عملية الزراعة في هذه الحالة من حطام الأجنة لا تشكل مشكلة قيم وأخلاق لأنها توازي تماماً عملية زراعة الأعضاء البشرية من متوفين حديثاً.
ويرى البعض الآخر أن هذا العمل يضفي على القائمين به مسحاً من القسوة والوحشية، وإن كان ليس هناك في الواقع ما ينم عن أن هؤلاء العلماء والأطباء والممرضات القائمين بهذا العمل قد تدنى إحساسهم بقيمة الحياة الإنسانية، كما أنه لا يوجد ما يرغم إنساناً على عمل ضد رغبته الشخصية.
وفي إحدى مجلات القيم والسلوك في الولايات المتحدة سؤال عن موقف الأطباء من سيدة تطلب الإجهاض والتبرع بالأنسجة لعلاج شخص ما، وهل يجوز لهم رفض هذا الطلب؟ بينما هم أنفسهم يقبلون إجراء الإجهاض ذاته بناء على طلب السيدة التي تريد أن تحدد نسلها.
ويبدو أن الأمر سينتهي بالولايات المتحدة إلى تحريم بيع الأنسجة الجنينية أو التبرع بها لشخص محدد، وهو ما يتم هناك بالنسبة للمتبرعين بالأعضاء البشرية. ومن جانب آخر يجب إلا ينسى أنه بالنجاح المتزايد في استعمال عقار السيكلوسبورين، والذي أدى وبدرجات كبيرة إلى إمكان زراعة أنسجة من فصائل مختلفة عن الإنسان- كالقرد مثلاً- بتقليل رفض الجسم لها، فهل يمكن زراعتها بدلاً من الخلايا الجنينية الإنسانية؟
وقد ينشاً حل وسط فيما نشر عن إمكان استزراع الخلايا الجنينية الإنسانية في صورة مزارع خلوية إنسانية على نطاق واسع، وذلك بعد الحصول عليها من جنين حي، ولمرة واحدة في البداية فقط، وربما أيضاً إنشاء بنوك لهذه الخلايا يمكن الأخذ منها بل والاختيار منها لما هو أنسب لكل مريض.
وتؤخذ الأنسجة الأولى من حالة تستدعي إجراء الإجهاض شرعاً، فتكفي هذه الحالة مئات أو آلاف المرضى.