إن ما نناقشه الآن هو من سبيل استقراء المستقبل، فإن حالات زراعة الأنسجة العصبية قد تم منها حتى الآن حوالي مائة حالة في المكسيك والصين والسويد والولايات المتحدة، وفيها تم أخذ الأنسجة من الغدد فوق الكلوية لنفس المرضى، أما الحالات التي استخدمت فيها أنسجة عصبية جنينية، فهي نحو خمس حالات تمت في مكسيكو سيتى وستوكهولم ولندن.
وحتى يكون عرضنا للأمور واضحاً في كل جوانبه، ونحن نعلم أيضاً أن الأجنة التي تستخدم هي أجنة مجهضة في الأسبوع الحادي عشر، وهي فترة المضغة.. أي قبل نفخ الروح.
فإن تقويم القيم في الممارسات الطبية تبنى عادة على شروط ثلاثة:
أولاً: أن يحترم الإنسان وتحترم ذاته في كل مراحل أي عمل من الأعمال.
ثائياً: أن يؤدي العمل المطلوب فائدة تبرره وأن تكون احتمالات الفائدة قوية وواضحة.
ثالثاً: إلا يؤدي هذا العمل إلى ضرر أو أذى يصحب أحد الأطراف، وفي حالة الأضرار البسيطة يمكن التغاضي عنها في سبيل فائدة أعم وبموافقة الطرف المضار.
وفي كثير من بلاد الغرب يعتبر الإجهاض من شؤون المرأة الحامل، ولها القرار فيه، فهي التي تعتبر أضيرت في هذا المجال.
وفي إحصاء من الولايات المتحدة نشر: بأن عدد حالات الإجهاض الاختياري تصل كل عام إلى مليون وثلاثمائة ألف حالة اجهاض، وتكون الحالات التي تقل عن اثني عشر أسبوعاً حوالي ثلاثة أرباع العدد.
وحيث إن عمليات الإجهاض هناك تتم بأكثر الطرق أماناً وهي طريقة الإجهاض بالشفط وفيها تتحطم أجزاء الجنين أثناء مرورها في أنابيب الشفط، وفي هذه الأجزاء يمكن العثور على الأنسجة المطلوبة في حالة من كل عشر حالات، ويمكن استعمالها في الزراعة بطريقة معقمة.. وعليه فإن في الولايات المتحدة يمكن توفير أنسجة للزراعة لنحو ٩٠ ألف عملية زراعة بالسنة، وهي ما تكفي احتياجاتهم وتزيد.